قام نادي إنتر ميلان بعدد كبير من الصفقات خلال الصيف الجاري، مع محاولة من الإيطالي روبيرتو مانشيني، المدير الفني للإنتر، لبناء فريق شاب قادر على المنافسة والعودة لمنصات الألقاب، وربما المنافسة على لقب الدوري هذا الموسم والفوز به لأول مرة منذ موسم «2009-2010». وتمتلك أفاعي ميلان تشكيلة تجمع بين الشباب والخبرة، حيث يمتلكون حاليًا خط هجوم قويًا جدًا، وفي نهاية الموسم قد نجده الأقوى في إيطاليا، فهو مكون من الثلاثي، ماورو إيكاردي وستيفان يوفيتيتش وأدام ليايتش، ومدافعين متميزين قادرين على سد العجز الكبير الذي عانى منه الفريق لفترة طويلة.. فهل يفوز إنتر ميلان بالدوري الإيطالي للمرة الأولى منذ 5 مواسم؟ أولًا: نظرة على ما يمتلكه إنتر ميلان وقّع «النيراتزوري» مع كل من «يوفيتيتش»، «بيابياني»، «ليايتش»، «موريلو»، «مونتويا»، أليكس تيليس، «بيريسيتش»، «ميراندا»، فيليبي ميلو، ري ماناي، وكوندوجبيا. معظم تلك الصفقات جعل من إنتر ميلان قوة هجومية ممتازة، وحتى في خط الوسط وصناعة اللعب، لكنهم لم يهتموا كليًا بالجانب الدفاعي أو على الأقل الجانب الأيمن. إنتر ميلان يمتلك قوة هجومية لا بأس بها، وفي خط الوسط هناك «كوندوجبيا» وفريدي جوارين وجاري ميديل، وحتى «ليايتش» يمكنه المشاركة في خط الوسط، لكن تشعر دومًا أن الجانب الدفاعي به نقص، وبالتحديد الجانب الأيمن، لكن في المجمل التشكيل متميز ومتنوع ويمتلك «مانشيني» خيارات متميزة. الجانب التكتيكي: يفضل «مانشيني» اللعب بطريقة «4-3-1-2»، مع وجود محور ارتكاز يربط المحاور الدفاعية واثنين في خط الوسط، أحدهما ارتكاز متقدم والآخر صانع ألعاب متأخر، ثم صانع ألعاب متقدم ومهاجم ظل ومهاجم صندوق. حتى الآن «سانتون» يشارك في الجهة اليمنى، لكن هي في حد ذاتها ثغرة، لكن الظهير الإيطالي يحاول قدر المستطاع، وعلى اليسار يوجد خوان خيسوس، و«موريلو» بجوار جواو ميراندا في قلب الدفاع. أما محاور وسط الملعب الثلاثة، فيتكونون من: «ميديل» كمحور ارتكاز متأخر و«جوارين» كمحور متقدم، ثم «كوندوجبيا» كصانع ألعاب متأخر، للربط بين خط الوسط والهجوم، ثم «بروزوفيتش» في مركز صانع الألعاب المتقدم. هجوميًا يتواجد «يوفيتيتش» كمهاجم ظل و«بالاسيو» كمهاجم صندوق. المشكلة الحقيقية تكمن في قناعات «مانشيني» في أنه لا يثق حتى الآن بالصفقات الجديدة ولم يدخلهم على الترتيب في حساسية المباريات، وستتشكل الأمور أكثر مستقبلًا، حيث سيكون من الصعب المجازفة بثلاثي أمامي آخر، وعلى الرغم من وجود 7 أسماء قد تستقر، لكن الثلاثة في الخط الأمامي لم يتألق منهم حتى الآن سوى «يوفيتيتش»، وهو بحاجة لقتال «إيكاردي» بجوار «يوفيتيتش» وبحاجة لمهارة «ليايتش»، الذي ربما يعطي حلولًا أفضل من «بروزوفيتش». الخط الخلفي قدم مستوى متميزًا، خاصة «ميراندا» ثم «موريلو» ثم خوان خيسوس، فالثلاثي متميز للغاية حتى الآن، لكن ما سيحكم حقًا على الأداء التكتيكي لإنتر ميلان هما مباراتا ميلان وكييفو. ويعتمد «مانشيني» على تشكيل معروف في إيطاليا، وعلى الرغم من أنه لا يوجد ضرر في ذلك لكن عليه أن يستعمل القوة الهجومية التي يمتلكها، وهو لن يجرب أبدًا طريقة «4-3-3»، على الرغم من امتلاكه 3 عناصر في خط الوسط قادرين على غلق شتى المساحات وإضعاف قوة الخصم التكتيكية، وقد ظهر ذلك كثيرًا هذا الموسم حينما رأينا «الأفاعي» تدافع بقوة ضد الكرات الثابتة، وكذلك منعوا الخصم من صناعة الفرص الخطرة معظم فترات اللقاء. المشاكل التي ستواجه إنتر ميلان؟ بيئة إنتر ميلان غريبة للغاية، ففي خلال 4 أعوام فقط، عاصر الفريق أكثر من 7 مدربين، وتلك بيئة غير صحية بالمرة لفريق يرغب في الفوز بالألقاب، فاستقرار اللاعبين فنيًا ونفسيًا أمر مهم للغاية. لا بأس بالسعي نحو منصات التتويج، لكن عليك دومًا أن تنتهج النهج الصحيح، فالمواهب لن تتطور أبدًا في تلك البيئة، والفريق لن يمر بمرحلة ثبات تكتيكي وينمي عقلية الفوز، فالفريق بحاجة لأن يخفف من الأمواج العاتية التي تضرب استقرار بحوره. توجد مشاكل أخرى في العلاقة بين «مانشيني» واللاعبين، فهناك بعض اللاعبين الذين يحتاجون لمعاملة خاصة، فالفريق أصبح يمتلك كتيبة متميزة من المهاجمين وعليه أن يجد توليفة هجومية جيدة، فهل يتمكن «مانشيني» من إجلاس من يشاء على دكة البدلاء أم نرى حربًا في غرفة الملابس؟ في النهاية، الدوري الإيطالي سباقه طويل، يوفنتوس بدأ في أزمة حقيقية، وإن استغل إنتر ميلان وميلان وروما الموقف قد نرى بطلًا جديدًا يزيح السيدة العجوز من قمة الدوري الإيطالي، فهل تتمكن «الأفاعي» من لدغ «الاسكوديتو»؟
