تمكنت شركة «ميرك» للمنتجات الدوائية من تطوير لُقاح جديد يُحقق حماية من فيروس «إيبولا» تصل إلى 100%، الأمر الذي سيحول موازين القوة في الغرب الأفريقي لصالح جهود مُنظمات الرعاية الصحية التى تخوض حربًا ضروسًا ضد المرض الذى حصد أرواح ما يقرب من 12 ألف شخص خلال الفترة الماضية. حدث التفشي الوبائي للمرض قبل نحو عامين، في الغرب الأفريقي - سيراليون وغينيا على سبيل المثال- ولم ينجح الخبراء في ابتكار أدوية فعالة تقى المرضي أو تُساعد على شفائهم من إيبولا، الذى يحصد نحو 80% من أرواح المُصابين به. وقالت منظمة الصحة العالمية إن العقار الجديد سيقلب واقع التعامل مع المرض، فيما وصف الخبراء نتائج الاختبارات ب«المذهلة». وبحسب التقارير، أجريت تجارب اللقاح على أقارب المُصابين وأصدقائهم للحد من انتشار المرض، لتنخفض عدد الحالات المُصابة انخفاضًا كبيرًا في كل من غينيا وسيراليون، لتصل إلى 4 حالات في الأولى و3 في الثانية. يسبب فيروس الإيبولا مرضاً حاداً وخطيراً يودي بحياة الفرد في أغلب الأحيان إن لم يُعالج، حسب موقع منظمة الصحة العالمية، الذي يقول إن مرض إيبولا ظهر لأول مرة عام 1976 في إطار فاشيتين اثنتين اندلعتا في آن معاً، إحداهما في نزارا بالسودان والأخرى في يامبوكو بجمهورية الكونغو الديمقراطية، التي اندلعت في قرية تقع على مقربة من نهر إيبولا الذي اكتسب المرض اسمه منه. والفاشية المندلعة حالياً في غرب أفريقيا - التي أُبلِغ عن أولى حالاتها مارس 2014- هي أكبر وأعقد فاشية للإيبولا منذ اكتشاف الفيروس لأول مرة في عام 1976، حسب المنظمة، إذ تسببت في حالات ووفيات أكثر من جميع الفاشيات الأخرى مجتمعة، كما انتشرت الفاشية بين البلدان بدءاً بغينيا ومن ثم عبرت الحدود البرية إلى سيراليون وليبيريا وانتقلت جواً إلى نيجيريا - بواسطة مسافر واحد فقط- والولايات المتحدةالأمريكية -بواسطة مسافر واحد- وبراً إلى السنغال -بواسطة مسافر آخر- ومالي بواسطة مسافرين. وتقول منظمة الصحة العالمية إن البلدان الأشد تضرّراً بالفاشية، وهي غينيا وسيراليون وليبيريا، لا تملك إلا نظماً صحية ضعيفة جداً وتفتقر إلى الموارد البشرية والبنية التحتية اللازمة، لأنها لم تخرج إلا في الآونة الأخيرة من دوامة النزاعات وحالات عدم الاستقرار التي دامت فيها فترة طويلة. وفي 8 أغسطس أعلنت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية عن أن هذه الفاشية طارئة صحية عمومية تثير قلقاً دولياً.
