دعا الدكتور نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى ضرورة تجنيب لبنان الانعكاسات السلبية الناجمة عن الأزمات الإقليمية الدائرة حوله، مشددا على دعم الجامعة العربية للخطوات التي تتخذها الحكومة اللبنانية من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية وصيانة الأمن والاستقرار في لبنان. وشدد العربي، خلال لقائه الأربعاء، مع تمام سلام، رئيس الوزراء اللبناني، والوفد المرافق له بمقر الجامعة العربية، على أهمية توفير المزيد من الدعم للجيش اللبناني وتعزيز قدراته في مواجهة أنشطة المنظمات الإرهابية المتطرفة التي تحاول زعزعة الاستقرار والمسّ بالسلم الأهلي في البلاد. وأعرب الأمين العام للجامعة العربية عن أمله في أن يتمكن اللبنانيون من تخطي العقبات التي تحول دون إنجاز الاستحقاق الدستوري بانتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية، نظراً لأهمية هذا الأمر في دعم مسيرة الأمن والاستقرار في لبنان. كما أكد العربي، في مؤتمر صحفي مشترك عقب اللقاء، دعم الجامعة العربية لدولة لبنان التي تمر بوضع خاص وحرج، معربا عن أمله في أن تصل للاستقرار والازدهار المطلوب. وقال العربي،إن«دولة رئيس وزراء لبنان صاحب فضل كبير ويقود سفينة دولة تمر بمرحلة حرجة وفي خضم اضطرابات شديدة تمر بها المنطقة العربية، ولبنان لديها وضع خاص نأمل أن تعبر لبنان هذه المرحلة الحرجة وتصل إلى الاستقرار والازدهار المطلوب في ظل قيادة الرئيس تمام سلام». ومن جهته، أعرب رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام عن سعادته لزيارة مصر وتفقد الجامعة العربية «هذا الصرح العربي الكبير» ولقاء أمينها العام الدكتور نبيل العربي، منوها بالمسؤوليات التي يتحملها الأمين العام في مواجهة القضايا التي تمر بها المنطقة العربية . وقال سلام «نحن جميعا بحاجة إلى تعاضد وتماسك في مواجهة هذه الأحداث»، معربا عن أمله في أن تكون كلمة الجامعة والمواقف الجامع في رحاب جامعة الدول العربية في قيادة أمينها العام الدكتور نبيل العربي، هي المدخل الطبيعي لإيجاد الحلول والمخارج لكل الأزمات والقضايا التي تواجهننا «. وأضاف سلام «إن لبنان له مكانة في تأسيس الجامعة العربية ومستمر فيها ويتعاضد مع إخوانه ويساهم في كل مناسبة لتعزيز هذا الدور الجامع المطلوب في كل وقت وزمان». وأفاد بيان للجامعة العربية بأنه جرى خلال اللقاء استعراض لمختلف تطورات الأوضاع الراهنة التي تشهدها المنطقة، بما في ذلك الأزمة السورية وتداعياتها الخطيرة على لبنان، وكذلك مستجدات القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى التطورات المتصلة بالحرب على الإرهاب، والجهود المبذولة من أجل متابعة تنفيذ قرارات القمة العربية، وبالخصوص قرار تشكيل قوة عربية مشتركة لصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب. كما تطرق اللقاء إلى الأعباء الإنسانية الضخمة المُلقاة على عاتق الدولة اللبنانية نتيجة استضافة أعداد متزايدة من النازحين السوريين، وما ترتب عليه من آثار سلبية على الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية، وتم التأكيد على ضرورة مؤازرة ودعم لبنان في هذا المجال، تنفيذاً لقرارات مجلس جامعة الدول العربية في هذا الشأن. يشار إلى أن الوفد المرافق لرئيس الوزراء اللبناني ضم وزراء في الحكومة اللبنانية، من بينهم أكرم شهيب وارتور نظريان وميشال فرعون وسفير لبنان في القاهرة الدكتور خالد زيادة.