من يتابع الثورة و خصوصاً من لم يكن فى قلب الاحداث و يتابع من منازلهم يلاحظ التطور و التغيير فى مواقف الناس قبل و اثناء و بعد الثورة ... و من المعروف ان الشعب المصرى من اذكى الشعوب و يفهمها و هيا طايره و حلل كلام الناس و مواقفهم و بدأت كل مجموعة تنحاز لمصالحها و افكارها المتشابهة و هذا طبيعى فى ظل التطور السياسى الذى يحدث فى الشارع المصرى و لكن ..... ما لم يكن منتظراً ان علمائنا لا يلاحظون اهم و اوضح الامور و هو ما يقلق بشدة فى واقع الامر لان هؤلاء العلماء بكلامهم و مواعظهم و ترجيحاتهم و فتاواهم لهم اكبر التأثير على جموع المواطنين فان جانبهم الصواب فى احد الامور و ان كان صغيراً فهو مؤشر خطير بالامس ظهر على الانترنت مقطع للشيخ الجليل محمد حسين يعقوب ( و الذى اكن له شخصياً كل اعزاز و تقدير و يكن له الكثيرون نفس المشاعر لعلمه الشديد و سماحته و طريقته الانفعاليه فى الخطب و الدروس و مواقفة الثابته و مجهودة المتواصل فى الدعوة الاسلامية ) فيما عرف بمقطع غزوة الصناديق و الذى انتقده الكثيرون حين قال ان الشعب قال للدين "نعم" و البلد بلدنا و الى مش عاجبه يروح كندا او امريكا و اليوم ظهر مقطع اخر للشيخ للرد على هذه الانتقادات بانه كان بيهزر و هنا اسقط فى يدى ... فكيف لشيخنا الجليل ان لا يفطن لان الدين لم و لن يوضع فى كفة ميزان ... كيف يقول شيخنا الجليل فى رده على الانتقادات ان المادة الثانية مسئلة حياة او موت بالنسبة لنا مع العلم ان المادة الثانية لم تطرح للاستفتاء اصلاً .... كيف بخبرتك الطويلة يا شيخنا الجليل تُدفع الى لعبة السياسة ؟ انا اثق ان الشيخ لا يطلب الا الجنة و رضا الله كما قال و لكن السياسة لعبة سياسيين و ليست عمل المشايخ و هنا ارجو ان يتقبل الشيخ الجليل منى هذا التوضيح ... المادة الثانية ليست هى الدين و الدين ليس حبراً على ورق و انما عقيدة و عمل و معاملة فما الفائدة من مادة فى الدستور بان الاسلام هو المصدر الرئيسى للتشريع و نحن لا نستخدم الاسلام فى القوانين الا فى المواريث و الاحوال الشخصية من زواج و طلاق ... ما الفائدة من المادة الثانية و نحن دولة تسمح ببيع الخمر و تسمح بكازينوهات القمار (و ان لم تسمح بدخول المصريين فيها) .... ما فائدة المادة الثانية يا شيخنا و نحن لا نعمل بها كالذى يتبرك بوضع المصحف فى السيارة و هو لا يحفظ الا الفاتحة ؟؟ يا شيخنا انت من علمتنا ان الدين عقيدة و عمل و ليس شعارات و كلاماً براقاً يا شيخنا لا تدخل عالم السياسة و واصل رسالتك العظيمة فى نشر الوعى الاسلامى الصحيح كما هو عهدنا بك فلن يكون اصلاح الشعب الا باصلاح اخلاقياتهم و تدعيم عقيدتهم و توضيحها لهم و ليس بسن قوانين فقط فالاصلاح يأتى من الشعب الى السلطة و النظام و ليس العكس لكى يحكمنا الاسلام فعلاً يجب ان يجتمع الناس على الرغبة فى تطبيق الشريعة و يطالبوا به و حين نستخدم الاستفتاء بتاع الديمقراطية بتاعتهم تاتى الاجابة "بنعم" و هنا يحق القول ان الشعب قال "للدين نعم" و ليس على 8 مواد لا علاقه لهم بالدين اصلاً بارك الله فيك و سدد خطاك شيخنا الجليل و السلام ختام