يورى جاجارين رائد فضاء سوفيتي، وهو أول إنسان يتمكن من الطيران إلى الفضاء الخارجي والدوران حول الأرض. ولد «جاجارين» في 9 مارس 1934 لأسرة فقيرة في كلوشينو بالقرب من جزاتسك منطقة غرب موسكو في روسيا، وكان والده نجارًا، وكانت أخته الكبرى معنية بتربيته لغياب والديه معظم الوقت لكسب العيش، وقد عانت أسرته الأمرين خلال فترة الحرب العالمية الثانية، وفقد شقيقيه أثناء الحرب، حيث قام الألمان بأسرهما ولم يعودا حتى نهاية الحرب. وصفه أساتذته بالذكاء والتفاني والاجتهاد، وأثناء عمله في أحد مصانع الحديد والصلب تم اختياره لبرنامج تدريب في معهد التكنولوجيا في مدينة سرتوف، خلال وجوده هناك التحق بنادٍ للطيران حتى استطاع إتمام وإتقان فنون الطيران بشكل ممتاز، مما شجعه على الالتحاق بالكلية الحربية للطيران في أورنبيرج سنة 1955، وبعد تلقيه التدريب الكافي على طائرة ميج-15 تم تعيينه في قاعدة جوية بالقرب من الحدود النرويجية في إقليم مورمانسك. وفي 1960 بدأ العاملون على برنامج الفضاء السوفيتى بعمليات بحث دقيقة للعثور على الأشخاص المناسبين من أجل تدريبهم للمهمة المرتقبة، ووقع الاختيار على عشرين شخصا من بينهم يوري، وقد أخضع العشرون لشتى أنواع الاختبارات الجسدية والنفسية القاسية لضمان نجاح المهمة. كان على القائمين في البرنامج السوفيتى أن يختاروا أحد الاسمين يورى جاجارين أو جيرمان تيتوف ووقع الاختيارعلى قصير القامة يورى جاجارين لكونه الأكثر تميزًا أثناء التدريبات والاختبارات، بالإضافة لتمتعه بشخصية لطيفة وبسيطة. و«زى النهارده» في 12 إبريل 1961 كان «جاجارين» أول رجل يرى الأرض من الفضاء الخارجي على متن «فوستوك1»، وأثناء وجوده في الفضاء تمت ترقيته من مساعد أول إلى رائد، وقد دهش السوفيت من عودة يوري إلى الأرض سالمًا، حيث إنهم لم يتوقعوا ذلك، وأسرع نيكيتا خروتشوف إلى جعل يوري بطلًا قوميًا، وعمل بعد ذلك نائبًا في المجلس السوفيتى الأعلى، إلى أن عاد مجددًا إلى سيتي ستار ليساعد في تصميم مركبة فضاء قابلة للاستعمال لأكثر من مرة وكنائب لمدير التدريب في سيتي ستار. كان على «جاجارين» أن يقوم بالطيران مجددا على متن ميج- 15 ليمنح أهلية الطيران مرةً أخرى، وفي 27 مارس 1968وأثناء قيامه بطلعة تدريب روتينية بالقرب من كيرزاتش تحطمت طائرته ولقى مصرعه. ويقول حسين الشافعي، مستشار الشرق الأوسط لوكالة الفضاء الروسية ورئيس الجمعية المصرية الروسية للثقافة والعلوم، إن الذكري الرابعة والثمانين لوصول جاجارين للفضاء الخارجي تحل وقد استغرق نحو 108 دقيقة في الدوران حول الأرض في سبق فضائي روسي، ومما يذكر أنه زار مصر بعد أقل من عام من مهمته الفضائية الناجحة ملبيا دعوة المشير عبدالحكيم عامر واستقبل استقبالا شعبيا ورسميا ومنحه الرئيس عبدالناصر قلادة النيل كأرفع وسام مصري وتزامنت زيارته مع إعلان مصر الدخول لمرحلة الفضاء حتي أن أول مصنع أنشأه عبدالناصر كان مصنع المراجل البخارية والذي يمثل أحد المداخل والتصنيعية للمعدات الفضائية ومن الغريب أن يكون هذا المصنع هو أول مصنع يتعرض للخصخصة في عهد مبارك مما شكل ضربة للطموح الفضائي المصري.