سيطرت حالة من التفاؤل الحذر، خلال الاجتماع الرابع للجنة الوطنية لسد النهضة الإثيوبي، في جلسته الأولى بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، الأربعاء، والذي يهدف لاختيار مكتب استشاري دولي من بين المكاتب الأربعة المرشحة لتنفيذ الدراسات الفنية للسد، رغم اتفاق وزراء مياه مصر والسودان وإثيوبيا على أن اتفاق المبادئ بين الدول الثلاث سينعكس إيجابيًا على سير المفاوضات الجارية. وكشفت مصادر مطلعة ل«المصري اليوم»، أنه سيتم، الخميس، حسم اختيار المكتب الاستشاري أو استكمال المفاوضات في مرحلة خامسة، حال عدم التوافق على الاختيار، واصفة ذلك بسياسة الإمساك بالعصا من المنتصف، لمنع الصدام في مفاوضات المياه، مع الالتزام بخارطة الطريق التي حددها اتفاق المبادئ، بالانتهاء من الملف منتصف العام المقبل. وقال الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، إن المسار الفني للمفاوضات يرتبط بالمسار السياسي، وإن أي خطوة للوراء على المسارين ستحدث نتائج عكسية، نتمنى عدم الوصول لها والخروج بنتائج إيجابية من هذا الاجتماع، مشيرا إلى أن الاجتماع الثلاثي يستهدف التوصل لاتفاق حول المكتب الاستشاري الذي سيتولي إجراء الدراسات الفنية، وضعًا في الاعتبار أن مثل هذه المواقف تتطلب منا حلولا وأفكارا غير تقليدية للتحرك إلى الأمام. وأضاف الوزير، في كلمته الافتتاحية لاجتماع اللجنة، الأربعاء، أن الاجتماع يستهدف استكمال عملية البناء على ما تم إنجازه بين الدول الثلاث حتى الآن، لافتا إلى أن اتفاق المبادئ وضع خارطة طريق واضحة للوصول إلى الأهداف المطلوبة والمتفق عليها. وأشار مغازي إلى أن الوقت عامل محدد، ونود أن نبدأ بإجراء الدراسات في القريب العاجل، أخذا في الاعتبار أنها أحد الأعمدة الهامة التي يقوم عليها اتفاق المبادئ والتى يعتمد على نتائجها بصفة رئيسية، مضيفا أن الدول الثلاث تتطلع لإنهاء عملية الدراسات من خلال الإطار الزمني المتفق عليه. من جانبه، قال إليماهو تيجنو، وزير الموارد المائية والكهرباء الإثيوبي، إن بلاده تثمن اتفاق إعلان المبادئ الذي وقعه زعماء الدول الثلاث في العاصمة السودانية الخرطوم الشهر الماضي، مشيرا إلى أن الاتفاق أسهم في إعطاء دفعة قوية للمفاوضات الفنية على مستوى الخبراء، ولفت إلى أن ما تم تحقيقه خلال اجتماعات اللجنة الوطنية يعد تقدما جيدا وصولا لمرحلة اختيار مكتب استشاري. وأوضح تيجنو أن اجتماع الوزراء الثلاث وأعضاء اللجنة الوطنية، يهدف للتوصل إلى نتائج هامة لإنهاء المشاورات والمباحثات حول تحديد واختيار المكتب الاستشاري، وما يستتبعه من إجراءات ومباحثات لتفعيل نتائج الدراسات والتوصيات التي سيصدرها المكتب الاستشاري في نهاية أعماله. فيما أكد وزير الموارد المائية والسدود والكهرباء السوداني، السفير معتز موسى، أن اجتماع الوزراء الثلاثة يعد أول اختبار حقيقي لتفعيل وتنفيذ بنود اتفاق المبادئ، موضحا في كلمته التي ألقاها نيابة عنه الدكتور سيف حمد، رئيس الوفد السوداني، أن بلاده تأمل في إعطاء المفاوضات دفعة قوية لاتفاق ينتج عنه توقيع يرضي الدول الثلاث. وشدد الوزير السوداني على أنه يجب العمل بجد لإجراء الدراسات الهيدروليكية والبيئية واحترامًا لما تم الاتفاق عليه بين الدول الثلاث.
