- 18 مليون قبلة على جبين كل من شارك فى الانتخابات. 18 مليون تحية لكل من هزم السلبية. 18 مليون وردة لكل من استيقظ مبكرا، ووقف فى الطابور لساعات، وغمس أصبعه فى الحبر الفوسفورى، وعاش أجمل أعياد مصر، عيد الديمقراطية. - إلى أصحاب «لا»: هذا هو ثمن الديمقراطية الذى يجب أن يُدفع كاملا: قبول إرادة الأغلبية حتى لو كانت مُخطئة. لأنهم حين يكتشفون خطأهم فسوف يصححونه فى الانتخابات القادمة. ثقوا فى أنفسكم أكثر. عهد الطغيان ولى بلا رجعة. وأى فصيل سياسى سوف يتولى الحكم سوف يحسب حسابكم. ميدان التحرير موجود. قلوبكم الجسورة موجودة، صناديق الانتخابات موجودة. الطفل يتعلم المشى ويتعثر، وحين يؤلمه السقوط يحاول فى المرة القادمة أن يتجنبه. والشعوب أيضا تتعلم من الخطأ، وتصحح أخطاءها بسرعة فلا تقلقوا. - إلى الإخوان والسلفيين: بالله عليكم، بحق كل ما هو نفيس ومقدس وغالٍ لديكم، بحق أربعة عشر قرنا من التنوع وقبول الآخر، أرجوكم، بل أتوسل إليكم، أن تصونوا الدين. إنزال الأحكام الشرعية على الاستفتاء كان خطأ قاتلا. هذه اختلافات تفصيلية فنية تختلف فيها وجهات النظر. والله الذى خلق مائة مليار مجرة أعظم وأجلّ وأرفع من أن تتحدثوا باسمه. ألا تستشعرون الهيبة؟ ألا تخافون من الخطأ؟ الله الجليل العظيم الذى يسبح الرعد بحمده والملائكة من خيفته تتحدثون باسمه! الله الذى يسجد له ما فى السماوات وما فى الأرض تتحدثون باسمه! من يُنزّه الدين لا يستخدمه أبدا فى الصراعات الدنيوية. فأستحلفكم بالله ألّا تكرروا الخطأ. - إلى المسيحيين: رَفَضَ شيخ الأزهر أن يُعْلن موقفه حتى لا يؤثر فى إرادة المسلمين، بينما أعلنت القيادات الكنسية موقفها الرافض للتعديلات. وانقسم المسلمون بين «نعم» و«لا». واجتمع المسيحيون على «لا». باختصار تصرف المسلمون كمصريين تختلف آراؤهم، وتصرف المسيحيون كمسيحيين تتفق آراؤهم. هذا ليس انتقادا وإنما توصيف لما حدث. فلتكن مهمتنا الأولى- مسلمين ومسيحيين- أن (نتصارح فنتصالح فنتصافح). (المصارحة) قد تكون مؤلمة ولكن بقدر الألم الذى يسببه تنظيف الجرح يكون الشفاء. و(المصالحة) تدوم إذا قامت على العدل الدائم لا على العواطف المؤقتة. و(المصافحة) تكون بين ندّين يعرف كل منهما حقوقه وواجباته. حاولتُ أن أطرق الموضوع بلطف، فعسى ألا أكون قد أغضبتكم. - إلى الرئيس السابق مبارك: أرأيت؟ بمجرد أن ذهبت خرج 18 مليون مصرى إلى الانتخابات الحرة النزيهة فى عرس وطنى مشهود. ألا تستشعر الندم؟ هل مات داخلك طفل المساعى المشكورة القديم؟ هل ذهب إلى غير رجعة المقاتل الوطنى الشريف؟!. هذه نصيحة مخلصة من قلب يتمنى لك الخير كما يتمناه لكل الناس: سارع بالتوبة ورد حقوق الناس قبل أن تضيع الفرصة، كما أضعت من قبل فرصاً كثيرة. اللهم إنا نعوذ بك من فتنة الدنيا، وخطر الفساد والسلطان. [email protected]