قال ناصر الهواري، مؤسس المرصد الليبي لحقوق الإنسان ورئيس منظمة ضحايا حقوق الإنسان الليبية، إن الضربة العسكرية التي وجهتها القوات المسلحة المصرية على مواقع تنظيم داعش في درنة «مرحب بها من قبل الليبين شعبيًا ورسميًا»، وأن تلك الضربات «رفعت الروح المعنوية للقوات الليبية وأعطت رسالة بأن مصر لن تترك جارتها في الحرب على الإرهاب». ونفى، في تصريحات ل«المصري اليوم»، صحة ما تناقلته قنوات ليبية وعربية بشأن سقوط أطفال قتلى في تلك العمليات قائلًا: «من قام ببث تلك المعلومات هي قنوات في منطقة درنة المسيطر عليها كليًا من قبل تنظيم داعش، ولو افترضنا صحة تلك المعلومات بسقوط قتلي، فالشعب الليبي يموت كل يوم من قبل تلك المليشيات، وما فعله الجيش المصري هو جزء من استرداد أرضنا المسيطر عليها من قبل المليشيات ولا بد من سقوط ضحايا للحرب». وكشف بأن مقتل المصريين كان يوم الأربعاء 11 فبراير وليس 15 فبراير، كما بث التنظيم في الفيديو المنشور له حول الواقعة، وأن عرض الصور تم يوم الخميس، لافتًا إلى أن المكان الذي تم الإعدام فيه هو شاطئ سرت، بجوار فندق «المهاري» المطل على الشاطي والمجاور لمقر الامن العام الليبي المسيطر عليه من قبل داعش. ورجح أن يكون التنظيم ألقي بالجثامين كاملة في مياه البحر بسبب اختلاط الدماء بالمياه كما ظهر في الفيديو، قائلًا: «في الغالب يلجأ التنظيم إلى طريقتين بعد القتل إما المقبرة الجماعية أو الإلقاء في المياه، وأتصور إنهم ألقو الجثامين في البحر بسبب اعتبارهم كفارًا من وجهة نظر التنظيم». وقال إن الليبين والقوات الليبيبة كانوا ينتظرون تلك الضربة والتعاون مع قائد الجيش اللواء خليفة حفتر، خاصة على مناطق درنة التي تبعد 300 كيلو متر عن الحدود المصرية، لافتًا إلى أن تنظم داعش سيطر على درنة قبل عامين، وقام بإلغاء الشرطة والمرافق والنيابات والمحاكم، وأنشأ محكمة إسلامية تابعة للتنظيم بالإضافة إلى إلغاء الإذاعة واعلان درنة إمارة داعشية. ولفت إلى أن تلك المنطقة من الصعب على أي قوات مسلحة التعامل فيها بسبب كونها منطقة جبلية محاطة بالوديان والكهوف، ومحصنة لصالح التنظيم. وأشار إلى أن مدينة «سرت»، التي أعدم فيها المصريين، تم السيطرة عليها كاملة من قبل تنظيم داعش، وتم السيطرة على مرافق الدولة واستبدال أختام المرافق بأختام داعش، مضيفًا: «أجبرو 42 من مسؤولي الجوازات في سرت على الامضاء على ما يسمي إقرار استتابة وإنهم تابو من التعامل مع الدولة الكافرة الليبية، وفي المقابل دعت إذاعة سرت في تسجيل لأبوبكر البغدادي زعيم داعش لمبايعته أميرًا للمؤمينن». وقال إن الوضع الأمني يشتد في سرت المسيطر عليها من داعش بسبب كثرة المقاتلين القادمين من تونس وسوريا والعراق والصين والسودان، لافتًا إلى أن قوات داعش طردت مليشيات «أنصار الشريعة» التابعة لتنظيم القاعدة من سرت. وأضاف: «إعدام المصريين على ساحل سرت كان رسالة موجهة من تنظيم داعش بإنها سيطرت كليًا على المدينة وأن تنظيم القاعدة غير متواجد فيها، ونفس المدينة من قبل هي التي شهدت مقتل الدكتور المصري المسيحي مجدي يوسف وابنته كاترين وتم تصفيتهم من قبل التنظيم». وتابع: «داعش تسيطر الآن على مناطق درنة في الشرق، وسرت في الوسط، ويوم الثلاثاء سيعلنون طرابلس العاصمة ولاية داعشية بعد عرض عسكري كبير قاموا به قبل شهر من الآن، وأصبح الوضع في ليبيا مختلط بسبب كثرة المليشيات وعلى رأسها داعش وفجر ليبيا وأنصار الشريعة». وتابع أن الضربات العسكرية المصرية «جاءت في وقتها المناسب»، وإنها إن لم تقضي على التنظيم كاملًا لكنها رفعت روح الجيش الليبي المعنوية، وأشعرته بإنه لا يحارب بمفرده، وفق قوله. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة