خُلقت الحرية لنحتار......هكذا هي إذن ......حيرة وإرتباك ولكنها حق متأصل لكل إنسان تُعلّمه معني أن يكون مسئولاًعن إختياراته التي ستُحدد مصيره فيما بعد ومن هنا وجب عليه التروي والتفكير العميق في جميع الإحتمالات المطروحة أمامه لأنه سيتحمل فيما بعد عاقبة إختياره هذا هو حالنا الآن تجاه التعديلات الدستورية ...الكل في حيرة حقيقية هل يؤيد التعديلات أم يرفضها وله الحق أن يحتار فهذا بلا مبالغة أول أستفتاء حقيقي في مصر يبدو عليه من بعيد آثار النزاهة وبالتالي يشعر الجميع أن ما سيختاره هو ما سيكون وينفذ فوجب عليه العناية في إختياره حيث أن صوته سيحدد مستقبل مصر الأهم هنا أنه يجب علينا أن نحدد نحن ماهية إختيارنا حيث ينبع قرارك من إقتناعك أنت به بعد تفكير وتأمل للموقف الراهن ولا تبني إختيارك علي مواقف أشخاص بعينهم فقط لأنك تقدرهم وتحبهم أو تختلف معهم في بعض الآراء فلا تبني رفضك للتعديلات علي أن الإخوان وفلول الحزب الوطني سيصوتون بنعم وبالتالي ستصوت أنت بلا وعلي فريق نعم ألا يتبني نفس الطريقة في تكوين رأيه الأمر الذي يثير الأشمئزاز في هذة المسألة أن هناك أفراد من الجانبين تستخدم نفس الآليات التي أنكرتها ذات يوم علي الديكتاتور السابق وثارت عليها وحاربتها ويظهر ذلك جلياً في الفزاعات المتداولة بين الطرفين ففريق لا يقول أن نعم تعني أن يقفز الأخوان علي الثورة ويفوزوا منها بنصيب الأسد بل ويحذروا من عودة لفلول الحزب الوطني مرة أخري والأدهي اتهام نعم بخيانة دم الشهداءوعلي الجانب الأخر فريق نعم يري أن لا تعني عدم إستقرار وفوضي في مناحي كثيرة من الحياة-حيث نكون في فراغ تشريعي-ويحذروا من طمع المجلس العسكري في السلطة إن طالت فترة بقائه فيها والأكثر من ذلك هو استخدام الدين للتأثير علي عامة الناس من البسطاءعلي أساس ان التصويت بشئ معين هو واجب شرعي وبين هذا وذاك نري صورة تطابق-في كثير من جوانبها-النظام البائد يجب علينا أن نتغير نحن من داخلنا ويتخلص كلا منا من بقايا النظام الفاسد التي تغلغلت في تكوينه ومازالت تؤثر علي كيفية تفكيره ونظرته للرأي الأخر المخالف له فلا تحكم علي من خالفك الرأي أنه يخون الثورة إذا قال نعم أو أنه يتهور ويلقي بالبلاد في الفوضي إذا قال لا والأهم من ذلك أن تعلم أنه يحب بلاده مثلك وأنه يريد الخير لها من وجهة نظره ومن هنا كانت الحرية في الإختيار.....الحرية التي تثير الحيرة فينا وتلقي علي عاتقنا مسؤلية هذا الوطن الذي يعيش بداخلنا ......حيث خُلقت الحرية لنحتار