أثارت ندوة الصحفي الفرنسي آلان جريش، جدلا واسعا، مساء السبت، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، عقب انتقاده الأوضاع السياسية الداخلية، فيما ردد عددا من الجمهور، هتاف «بنحبك ياسيسي»، اثناء خروجه، خاصة مع تأكيده أن السعودية داعمة السيسي سبب انتشار الفكر الوهابي للجماعات الإسلامية، الجاري محاربتها الآن تحت مسمي الإرهاب. وقال «جريش»، إنه يمكن لفرنسا استضافة الإخوان باعتبارهم لاجئين سياسين، مؤكدا أن ما حدث في صحيفة «شارلي أبدو» عملا إرهابيا يجب إدانته، واصفا إياه ب«كارثة وهجوم وحشي»، وأنه لا يجب نشر رسوم مسئية لرسول، قائلا «في صحيفتي لا أسمح بذلك أبدا». وأضاف الصحفي الفرنسي، أن من ينفذ العمليات الإرهابية داخل مصر جماعة بيت المقدس وليس الإخوان، لافتا إلي أنه ليس ممثلا للغرب في معرض الكتاب، مشيرا إلي أنه ضد العنصرية يكتب يوميا عن تأييد القضية الفلسطينية، مشددا على أنه ضد من يقول إن العرب ليس لديهم استعداد للديمقراطية لأنه نوع من العنصرية. وأوضح، أن فرنسا تقف مع السيسي، وكانت قديما تقف مع مبارك وبن علي، مؤكدا أن مصر لم ولن تشهد انتخابات حرة إلا عام 2011، وأن الديمقراطية طريق طويل، وشباب الثورة اخطأ بسبب عدم وجود خطة أو خريطة تغيير، مضيفا أن مصر في طريقها إلي حرب اهلية، لو استمرت في لفظ جزء منها، مؤكدا انه لا صحافة حرة في القاهرة ، وأنه لابد من بناء اطار مشترك في الدولة الواحدة، لان مطالب الثورة لا يمكن أن تنجح لانه لا يمكن تحقيق عدالة اجتماعية إلا في ظل وجود دولة. وتابع، أن مصر تختلف عن الجزائر وتونس، فالمشاكل الدينية قليلة، مقارنة بباقي دول الشرق الأوسط، لكن حال جري استبعاد الإسلاميين باعتبارهم ليسوا جزءا من المجتمع فهذا يعنى العودة للخلف، مضيفا أن القضاء لا علاقة له بالحقوق، رغم عدم وجود علاقة له بالحكومة، إلا أنه يعاني، لافتا إلي «توريث القضاة العمل إلي ابنائهم»، مستنكرا إعدام 500 من الإخوان في دقائق. وقال، «حتى نستطيع قراءة الوضع في الدول العربية علينا العودة إلي الوراء»، لافتا إلي أن دول المنطقة، لم تتغير طوال 50 عاما، ففى الوقت الذي سقطت ديكتاتوريات آسيا، وتغيرت دول أوربا الشرقية، وأمريكا الجنوبية، والدول الأفريقية، لم تشهد الدول العربية تغييرا، حتى أن بعض الدول لم تري سوى رئيسا واحد أو ملكا واحدا، أو أحد ابنائه، مشيرا إلي أن العالم العربي منطقة خارج العالم، لأنه لا انتاج لكل المنطقة باستثناء البترول، موضحا أن مصر وتركيا في ثمانينات القرن الماضي، كانت متقاربتان في الظروف وعدد السكان، الآن أنتاج تركيا 3 أضعاف مصر. وقال ان التدخل الأجنبي فى دول المنطقة العربية، أدي إلي إضعاف الدول، مضيفا أن المنظمات المتطرفة، ومنها القاعدة، بدأت بحرب أفغانستان مع تأييد كثير من الدول منها السعودية ومصر. وعن تحليل الوضع قبل 2011، قال «كانت الدول العربية ضعيفة، وتطورت التنظيمات غير الحكومية، وامتلكت الأسلحة ، مثل حزب الله وحماس وطالبان، فضلا عن الضغط الدولى لتحرير الاقتصاد، والتى تمت بنفس طريقة الاتحاد السوفيتى، عندما خطف بعض الأشخاص مصانع الدولة بدعوى خصخصتها، ما جعل الفرق بين الفقراء بما فيهم الطبقة الوسطى تزداد». وأضاف، «بدأت الثورات العربية، بهدف تحرير المواطن من الهمينة، رغم اختلافها من منطقة لمنطقة، فالانتفاضة في جنوبسوريا، خرجت من مناطق مؤيدة لحزب البعث، لانها كانت أكثر المناطق فقرا». واستكمل، أن الانتفاضات العربية، رغم وجودها في دول مهيمنة، إلا أنها كانت ضعيفة، ما ساعد في تفككها مثلما حدث في اليمن وسوريا. واعترض الدكتور عماد جاد، أستاذ العلوم السياسية، على حديث آلان جريش، مؤكدا أنه لا يجب اصدار حكم استباقي مفاده أن الانتخابات المقبلة لن تكون حرة، مضيفا أن هناك فرقا بين الديمقراطية كقيم وأسس، وبين ما يحدث على أرض الواقع، لأنه لا يمكن قبول تنظيم لا يعترف بالتعددية والمساواة والحرية. وأوضح «جاد»، «كنت عضوا بالانتخابات وأؤكد أن اقذر قاذورات الحزب الوطني في 30 سنة ، فعل الإخوان أسوأ منها، فلم نكن نعلم بمواعيد مناقشة القوانين، وكنا نجد من يرفض الوقوف لتحية العلم، والرافضين لقرض البنك الدولي»، مؤكدا أنه لا يجرؤ حزب غربي على رفض المواطنة. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة