تتوقف معظم بطولات الدوري الكبري في أوروبا مع حلول أعياد الميلاد بسبب الطقس البارد، أو الإجازات لفترة قصيرة، يعود بعدها الجميع للتنافس، ويتزامن ذلك مع انتهاء معظم مباريات الدور الأول من بطولة الدوري لتتوج الفرق على القمة ببطولة رمزية، وهي بطل الشتاء، لكن كيف وصل أبطال الشتاء هذا العام لقمة مسابقة الدوري في بطولات أوروبا الخمس الكبري: إنجلترا، فرنسا، إيطاليا، ألمانيا، وإسبانيا؟ تصدر ريال مدريد الدوري الإسباني بعد حصده 39 نقطة وبفارق نقطة وحيدة أمام برشلونة، لكن للأول مباراة مؤجلة، تصدر مدريد كان بعد حالة التوحش التي أصابت الفريق بعد أن تلقي هزيمتين، الأولى أمام ريال سوسيداد برباعية لهدفين، ثم هزيمة أخرى أمام أتلتيكو مدريد بهدفين لهدف، ليفوز الفريق بعدها بعشرين مباراة متتالية ما بين بطولات الدوري، الكأس، دوري الأبطال وكأس العالم للأندية. - الخطة تنوعت خطة لعب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، مدرب الريال، بحسب قائمة اللاعبين المتاحين، فلعب بطريقة 4-2-3-1، وطريقة 4-3-3 وأحيانًا بطريقة 4-4-2، كان السبب الأساسي في تغير الخطة هو انتقال تشابي ألونسو وآنخيل دي ماريا لبايرن ميونخ ومانشستر يونايتد على الترتيب، في سوق الانتقالات الصيفية. السبب وراء تغير الخطة كان عدم وجود لاعب ارتكاز في وسط الملعب، فتارة يلعب «أنشيلوتي» بلوكا مودريتش ومرة أخرى بتوني كروس، وحاول توظيف إيسكو في نفس المركز، خاصة بعد إصابة اللاعب الكرواتي. الأزمة الثانية التي واجهها «أنشيلوتي» كانت في توظيف جيمس رودريجيز، هل يلعب كصانع ألعاب رقم عشرة خلف رأس الحربة أم يلعب على الجناح، وما هى الأدوار الدفاعية التي يمكن أن يكلف بها نجم كولومبيا، خاصة أنه لا يجيد تلك الأدوار. «أنشيلوتي» حسم تلك الأمور باللعب بجيمس كجناح في معظم المباريات حينما يغيب جاريث بيل، وفي وجود الثنائي مع كريستيانو رونالدو، يتبادل الثلاثة الأدوار خلف المهاجم الوحيد، كريم بنزيمة. الخطة بدت فاشلة في بداية الموسم بعد فوز هزيل على كوردوبا الصاعد حديثًا ثم هزيمتين متتاليتين، لكن «أنشيلوتي» أثبت جدارته بعد ذلك بسلسلة طويلة من النتائج الإيجابية. - المسيرة افتتح ريال مدريد موسمه في «الليجا» بأسوأ شكل ممكن، بفوز هزيل على الصاعد حديثًا كوردوبا، ثم هزيمة برباعية من ريال سوسيداد رغم تقدم الفريق المدريدي بهدفين، تبع ذلك هزيمة جديدة على ملعب سانتياجو برنابيو من الجار اللدود أتليتكو مدريد بهدفين لهدف، لكن مدريد استفاق أيما إستفاقة ليحقق 12 فوزا متتاليا يستعيد بها صدارة الدوري، بعد أن تلقي منافسه المباشر برشلونة هزيمتين الأولي في الكلاسيكو، أمام ريال مدريد نفسه، والثانية أمام سلتا فيجو. سلسلة انتصارات ريال مدريد بدات بفوز ثماني على ديبورتيفو لاكرونيا، ثم بخمس أهداف لهدف ضد إلشي وفوز خارج القواعد بهدفين نظيفين أمام العنيد فياريال، قبل أن يكرر مدريد الفوز بخماسية نظيفة أمام أتليتك بلباو وليفانتي. بعد ذلك جاء موعد الكلاسيكو الذي حسمه الميرينجي بفوز بثلاثة أهداف لهدف رغم تقدم برشلونة في البداية، تبعه بفوز بأربعة أهداف نظيفة ضد جرانادا، وضعته على قمة الدوري لأول مرة في الموسم. أكمل الفريق الملكي سلسلة انتصاراته بالفوز على رايو فايكانو بخماسية لهدف، ثم برباعية أمام إيبار، وفوز صعب على مالاجا بهدفين لهدف، ثم فوز آخر بثلاثية نظيفة أمام سلتا فيجو، قبل أن يختتم مباريات العام 2014 بفوز بأربعة أهداف لهدف أمام ألميريا على ملعب الأخير. - أهم اللاعبين لن تجد أي صعوبة في اختيار أهم لاعب في صفوف ريال مدريد، نظرة سريعة على هدافي الفريق وستعرف أن من يسجل 25 هدفا في 15 مباراة بالدوري بالتأكيد هو أهم لاعب في الفريق، وربما أهم لاعب في العالم. البرتغالي كريستيانو رونالدو هو هذا اللاعب بالطبع، بعد أن ساعد فريقه في تسجيل 25 هدفا جعلته متصدرًا لجدول ترتيب هدافي الدوري الإسباني، بفارق عشرة أهداف عن أقرب ملاحقيه، الأرجنتيني ليونيل ميسي. كريستيانو انفجر هذا الموسم الكروي، وأصبح تسجيله للأهداف أمرا معتادا، وربما لو سار على نفس المعدل فهو في طريقه لكسر رقم غريمه الأزلي، «ميسي» بتخطي حاجز الخمسين هدف في بطولة الدوري الإسباني. - أهم ممرر أهم ممرر في الفريق، وأكثر لاعب صنع كرات حاسمة تحولت لأهداف، هو كريستيانو رونالدو بثماني تمريرات حاسمة، رونالدو لم يترك أي شيء لزملائه، فكل الأرقام في صالح اللاعب البرتغالي الذي يقدم موسما أكثر من استثنائي هذا العام. - مفاجأة الفريق من الصعب اختيار مفاجأة في هذا الفريق، تفوق كرستيانو ليس بالمفاجأة، فاللاعب من أفضل لاعبي العالم في آخر خمسة مواسم على الأقل، كما لم يقدم أي من لاعبي ريال مدريد أي شيء استثنائي مقارنة بصاروخ ماديرا، لكن أري أن الإيطالي كارلو أنشيلوتي هو المفاجأة الحقيقة للميرينجي، فالمدرب الذي يفقد لاعبين بقيمة ألونسو ودي ماريا كان يبني الخطة عليهما في السابق، ويُجلب له لاعبين لا يلعبا في نفس المكان هو بالفعل مدرب رائع، وكان ما يفعله مع الملكي أمر مفاجئ للجميع، خاصة مع البداية السيئة، الأمر الذي أكده رئيس النادي فلورنتيو بيريز، وقال إنه يود أن يصبح كارلو هو «فيرجسون» ريال مدريد. - مستقبل الفريق في النصف الثاني عكس الكثير من بطولات الدوري في العالم، فإن الدوري الإسباني يعتمد بشدة على المواجهات المباشرة بين المتنافسين الرئيسين، ولو استطاع «أنشيلوتي» أن يكرر الفوز على برشلونة في كامب نو، ويعوض خسارة الدور الأول أمام أتليتكو مدريد، فإن الطريق لحصد لقب «الليجا» الغائب سيكون سهلًا للغاية. اشترك وخليك في الملعب لمتابعة أخبار الدوريات
