أكد الدكتور أحمد أنور، وكيل وزارة الصحة ببنى سويف، انخفاض معدلات الإصابة بمرض الحصبة الذى تفشى فى منطقة أطواب التابعة لمركز الواسطى الأسبوع الماضى. وأضاف أن الحملة الطارئة للتطعيم التى بدأت أعمالها، الخميس الماضى، انتهت من تطعيم 381 طفلا بالقرية، بالإضافة إلى تطعيم 3 آلاف طفل بقرى مركز الواسطى. وأوضح أن سبب تفاقم المشكلة هو خلط الأهالى بين حملات تطعيم شلل الأطفال والتطعيم الروتينى العادى، حيث اعتقد الأهالى أن التطعيم ضد الحصبة يتم فى صورة حملات مثل حملات شلل الأطفال التى تذهب إلى البيوت، فى حين أن التطعيم الروتينى يشمل 10 أمراض، ويكون مسؤولية الأسرة، لأن موعده يختلف من طفل إلى آخر طبقا لتاريخ ميلاد كل طفل. وأشار إلى أن أولياء الأمور تخلفوا عن تطعيم الأطفال ضد الحصبة، وأن حملة التطعيم ضد الحصبة موجودة فى القرية إلى الآن، والتى دشنتها مديرية الصحة فى قرية أطواب، وتمارس أعمالها لليوم الخامس بالمرور على منازل الأهالى.وفيما اتهم الأهالى مياه الشرب المختلطة بالصرف الصحى بأنها السبب وراء انتشار المرض، قال المهندس محمود طه، رئيس هيئة مياه الشرب والصرف الصحى، إنه متأكد تماما من سلامة مياه الشرب فى القرية، لأن هناك تقارير تقوم بها الهيئة لأخذ عينات بصفة مستمرة، كما أن مديرية الصحة، القسم الوقائى، تأخذ عينة كل 15 يوما للتأكد من سلامة المياه. وأضاف أنه أرسل لجنة عاجلة للكشف عن المواسير الأرضية فى القرية للتأكد من سلامتها وعدم اختلاط مياه الشرب بالصرف.وتضاربت تصريحات المسؤولين حول أعداد المصابين بمرض الحصبة فى بنى سويف، فقد أكدت وزارة الصحة إصابة 34 حالة، فيما سجلت دفاتر مستشفى حميات بنى سويف 45 حالة بالمرض، بينهم ممرضة تابعة لمكتب صحة قرية أطواب بمركز الواسطى. وكانت مديرية الصحة ببنى سويف أعلنت حالة الطوارئ القصوى عقب وفاة الطفل محمود عبدالغنى، 4 سنوات، بمرض الحصبة فى 13 ديسمبر الجارى، حيث فوجئت بانتشار مرض الحصبة بين أطفال قرية أطواب بمركز الواسطى عقب وفاة الطفل محمود متأثرا بسخونة شديدة بسبب الحصبة أعقبها التهاب رئوى حاد أدى لوفاته داخل مستشفى بنى سويف العام، وارتفعت الإصابة بقرية أطواب إلى 19 طفلا فى يوم 15 أغسطس الماضى داخل القرية، مما جعل إدارة الطب الوقائى تفرض كردونا صحيا على القرية، وتقوم بإعادة تطعيم الأطفال ضد مرض الحصبة، المتخلفين عن التطعيم.وزادت أعداد المصابين بمرض الحصبة داخل مستشفى حميات بنى سويف على مستوى المحافظة ليصل العدد الفعلى، حسب إحصائيات وسجلات مستشفى الحميات، إلى 45 طفلا من قرى أطواب وزاوية المصلوب وبنى عدى ومدينة بنى سويف وإهناسيا، بينهم ممرضة مشرفة على علاج الحالات بقرية أطواب بمركز الواسطى. وشهدت مدارس قرية «أطواب» التابعة لمركز الواسطى إقبالا متوسطا من التلاميذ بالمرحلة الابتدائية، عقب وفاة طفل وإصابة 19 آخرين بالقرية، وامتنع عدد من الأهالى عن إرسال أبنائهم إلى المدارس خوفاً من انتشار المرض. والتقت "المصرى اليوم" داخل قرية أطواب بمركز الواسطى والد الطفل المتوفى بالحصبة، حيث قال عبدالغنى محمود، موظف بالنقل العام، إن «الإهمال الطبى تسبب فى رحيل ابنى البالغ من العمر أربعة أعوام، وإن نجلى أصيب بارتفاع فى درجة الحرارة وآلام فى العظام وظهور طفح جلدى على جسمه، فأسرعت به إلى طبيب خاص، وقع الكشف الطبى وعمل الأشعة اللازمة». وأضاف: «أخبرنى بإصابة محمود بالحصبة، ثم حولنى على الفور إلى مستشفى الواسطى، حيث أجرى الأطباء فحوصات أكدوا صحة تشخيصه».واستطرد "محمود": «الأطباء منحوا محمود محاليل عبر الوريد، لكن الحرارة بقيت مرتفعة، ثم نقلوه إلى العناية المركزة دون أى تحسن، وبعدها قرروا تحويله إلى مستشفى بنى سويف العام، وهناك وجدت طبيبًا صغير السن، يستقبل الحالة التى كانت قد تأخرت للغاية، ولم يفعل الطبيب شيئًا سوى أن أخذ يضغط بأصابعه على بطن الصغير إلى أن توفاه الله».وأشار: «أخذت نجلى من المستشفى، وجريت به هربا من المستشفى لدفنه خوفا من تشريحه، وبعدها فوجئت بأن نجلى الثانى أصيب بمرض الحصبة، وهو محجوز الآن داخل مستشفى الحميات مع والدته». وقال عبدالفتاح محمد على فرح، مقيم بقرية أطواب: «المرض انتشر بطريقة كبيرة فى القرية، ونطالب بزيارة وزير الصحة للقرية ومستشفى الحميات، والناس خايفة تودى ولادهم المدارس، والناس فى العزب التابعة للقرية نبهوا فى ميكروفونات المساجد محدش يودى العيال المدرسة».وأضاف: «فوجئنا بقوافل طبية تأتي إلى القرية ويقوموا بإعادة تطعيم الأطفال من مرض الحصبة الفيروسية». اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
