اللغة العربية من اللغات السامية التى شهدت تطورًا كبيرًا وتغيرًا فى مراحلها الداخلية، وللقرآن فضل عظيم على اللغة العربية حيث بسببه أصبحت هذه اللغة الفرع الوحيد من اللغات السامية الذى حافظ على توهجه وعالميته؛ فى حين اندثرت معظم اللغات السامية، عدا لغاتٍ محلية ذات نطاق ضيق مثل: العبرية والأمهرية (لغة أهل الحبشة، ما يعرفه العالم اليوم بإثيوبيا)، ومما يذكر فى جمال هذه اللغة المحفوظة بضمان ربانى قوله سبحانه «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون» والذكر (القرآن الكريم)، حتى يتم حفظه فلا بد وأن تُحفظ معه اللغة العربية فهى الإناء الذى صُب فيه القرآن الكريم فكلاهما محفوظ مع الآخر. ومما يروى فى تأثير وجمال اللغة العربية أن أعرابيا سمع نبى الله مجمدا صلوات ربى وسلامه عليه يقرأ قوله تعالى:«فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ» فوقع ساجدا ولما اعتدل وقام، سأله الصحابة رضوان الله عليهم أآمنت؟ قال:كلا. قالوا فلم سجدت؟؟ قال سجدت لحلاوة وإعجاز ما سمعت! وقد تداول الدارسون العديد من الآراء فى أصل العربية لدى قدامى اللغويين العرب فذهب البعض إلى أن (يعرب) كان أول من أعرب فى لسانه وتكلم بهذا اللسان العربى فسميت اللغة باسمه، وقد جاء فى الحديث النبوى أن نبى الله إسماعيل بن إبراهيم أول من فُتق لسانه بالعربية المبينة وهو ابن أربع عشرة سنة بينما نَسِى لسان أبيه، أما البعض الآخر فيذهب إلى القول أن العربية كانت لغة آدم فى الجنة، إلا أنه لا وجود لبراهين علمية أو أحاديث نبوية ثابتة ترجح أيًا من تلك الادعاءات. ولو اعتمدنا المنهج العلمى لتبيَّن لنا أن اللغة العربية دخلت أطرا عديدة ويعتقد أنها انبثقت من النبطية فى القرن الميلادى الرابع، ومسألة تصنيف اللغة العربية الفصحى أضحت مثارا للجدل والاختلاف بين علماء اللغة مابين تصنيفها كسامية جنوبية أم سامية شمالية والحقيقة أنها مزيج من الاثنين، وقد تنبه عدد من العلماء المسلمين لوجود أكثر من لغة عربية ولسان حتى قال أبو عمرو بن العلاء: «ما لسان حمير بلساننا ولا عربيتهم بعربيتنا». والإشارة إلى حمير هى للدلالة على المناطق الجنوبية من شبه الجزيرة. عبد الحكم عطية أبو شمس خبير اللغة العربية بالتعليم اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
