«النهارده يوم جميل من أيام المستخبي، لازم نشارككم فرحتنا بإنجاز جديد وكبير للبرنامج، المستخبي قدر يقفل وكر للجنس الجماعي بين الرجال، وتم القبض عليهم متلبسين، الله النجاح حلو وتحقيق الأهداف أحلى ووجود فريق بيشتغل مع بعض لهدف واحد نعمة كبيرة»، هكذا كتبت منى عراقي، مقدمة برنامج «المستخبي» على قناة «القاهرة والناس»، في صفحتها على «فيس بوك»، صباح الاثنين، للترويج لتحقيق مصور عن المثلية الجنسية، في سياق حلقة تذاع بمناسبة اليوم العالمي لمرض نقص المناعة «الإيدز». وتباينت ردود الأفعال والتعليقات على سلوك «عراقي»، حيث حياها البعض لأنها من وجهة نظرهم تكشف فساد «لوطيين»، «شواذ» ومنحرفين جنسيا في برنامجها، بينما استنكر آخرون تعريضها لحياة بشر، لم يؤذوا أحدا، للانهيار مقابل سبق صحفي. وقوبل تصرف «عراقي» باستياء وانزعاج واضح في الأوساط الحقوقية، إذ انتقدت بعنف الناشطة منى سيف على حسابها على «فيس بوك»: «كل إعلامي يبني شهرته بتدمير حياة آدميين ويتعاون مع الداخلية في ذلك». بينما كتبت المحامية والحقوقية، ماهينور المصري، معلقة على ما حدث: «موضوع الحلقة بتاعة منى عراقي ده مستفز جدا وبيندرج تحت مسمى خطاب الكراهية، ده الحقيقة لا فيه مهنية ولا حيادية ولا نيلة ده تحريض مباشر بالقتل ضد المثليين. لو حضرتك ضد المثليين علشان حرام فخليك فاكر إن التجسس والخوض في أعراض الناس برضو حرام (...) المجرم الحقيقي في التقرير بتاع منى عراقي مش الفئة اللي عنها التقرير ولكن اللي عملوا التقرير نفسه». وأكد رامي يوسف، ناشط يدافع عن حقوق المثليين في مصر، عبر «فيس بوك» أيضا، توجيهه رسالة طويلة بالإنجليزية، لعراقي يرد فيها عليها قائلا: «أما عن الإيدز فقد أثبت الطب أن مرض نقص المناعة HIV ليس مقصوراً على المثليين، كما أن المثلية الجنسية طبياً لم تعد تصنف مرضًا منذ السبعينيات. يجب أن تشعري بالخجل لأنك عرضت حياة عشرات من الأفراد للتهديد والخطر، وتسببتي في انهيار عائلات بسبب فعلتك، أتمنى أن تكوني فخورة بنفسك وسعيدة». أما دوائر المثليين فقد أعربت عن غضبها واعتبرت ما فعلته منى عراقي عارا عليها كإعلامية، بينما سخر منها آخرون وذهبوا للتلميح بأنها هي نفسها مثلية جنسيًا واتهموها بازدواجية المعايير لأنها استغلت قربها من المجتمع المثلي، للإيقاع بمجموعة من الشباب المسالم، من أجل تحقيق مجد صحفي بالتعاون مع أجهزة الأمن، غير أن القلق والخوف تصاعد عند البعض ممن يرون أن اعتقال المثليين توجه عام للشرطة في عهد السيسي. المفارقة أن توقيت الحلقة، التي أذيعت مساء الاثنين 8 ديسمبر، جاء قبل 48 ساعة من احتفال الأممالمتحدة السنوي باليوم العالمي لحقوق الإنسان. وينص ميثاق الأممالمتحدة لحقوق الإنسان على احترام الحريات والحقوق، ويقر بعدم جواز تعرض الأفراد للتمييز أو الاضطهاد على أي أسس. كما يطرح ما حدث أسئلة مهمة حول مدى أخلاقية تصوير أفراد أو تجمعات خاصة دون علمهم، ومدي اتساق تقديم منى عراقي بلاغا للشرطة مع مبدأ حماية المصادر وعدم تعريض حياتهم للخطر كما تنص مواثيق الشرف الصحفية. هذا بالإضافة لتساؤلات حول الحدود الفاصلة بين مهمة الصحفي في الوصول للمعلومات والتحقق منها ودور مخبر المباحث والأمنجي. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
