اندلعت مظاهرات حاشدة في نيويورك وشيكاغو ومدينة فيرجسون بمقاطعة سانت لوس الأمريكية، في أعقاب قرار هيئة محلفين المقاطعة، بإسقاط كافة التهم الجنائية عن ضابط الشرطة، دارين ويلسون، في قضية مقتل الشاب الأمريكي الأسود، مايكل براون. وأحرق المتظاهرون عدد من سيارات الشرطة، كما قاموا بتحطيم نوافذ بعض الشركات وأحرقوا مخزنًا للحوم في فيرجسون، فيما ردت الشرطة من جانبها بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وفي تصريحات خاصة ل«المصري اليوم» قال رئيس هيئة محلفين سابق بولاية نيوجيرسي، إنه كان من الأفضل إحالة الشرطي للقاضي، ليفصل هو في القضية، بدلًا من إنهائها أمام هيئة محلفين مبدئية. وقتل ضابط الشرطة، دارين ويلسون، الشاب الأمريكي الأسود، مايكل براون، قبل 3 شهور بعد مشادة بينهما في أعقاب استيقافه من قبل الضابط للتحقيق أثناء سيره في الطريق مما أدى إلى طلق 6 رصاصات على براون، الذي كان رافعًا يده لأعلى في إشارة إلى أنه غير مسلح، إحداهم في أعلي الجمجمة. وجاء قرار هيئة المحلفين صادما للنشطاء السياسين الذين يعتبرون أن الشرطة تسيء استخدام الصلاحيات المعطاة لهم من قبل المجتمع والقانون لحماية المجتمع وليس التسلط على المجتمع. وفي منتصف ليل الاثنين صرح رئيس شرطة المقاطعة أنه سمع أصوات إطلاق أعيارة نارية ثقيلة في منظقة تجمع المتظاهرين وهو ما جعل مسئولين مطار لوس الدولي بغلق ممارات هبوط الطائرات كإجراء احترازي . ومن جانبه أصدر الرئيس الأمريكي باراك أوباما بيانًا ألقاه بنفسه في حضور عدد من وسائل الإعلام، وبدأ حديثه قائلًا: «أولًا وقبل كل شي نحن أمه مبنية على سيادة القانون ولذا فإننا بحاجة لاحترام قرار هيئة المحلفين» وأكمل أوباما قائلا: «أعلم أن هناك مواطنين أصابتهم خيبة أمل عميقة وغضب من القرار وهذا مفهوم, ولكني أنضم إلى آباء مايكل براون في قولهم إذا أرد أي شخص أن يحتج على القرار يفعل ذلك بسلمية» وناشد الرئيس بارك أوباما المسئوليين في سانت لويس بضبط النفس في موجهة الاحتجاجات السلمية. واختتم الرئيس البيان قائلا «يجب أن نعترف أنه يوجد انعدام ثقة بين المجتماعات الأمريكية- الأفريقية وسلطات إنفاذ القانون وهذا نتيجة للإرث من التميز العنصري في بلادنا، وهذا يعني أن نعمل سويا ولن تحل هذه المشكلة بالاعتداء على الممتلكات أو السيارات أو إيذاء شخص آخر». فيما ناشد آباء الشاب مايكل براوان عبر وسائل الإعلام الأمريكية المحتجين: «إيذاء الآخرين أو تدمير الممتلكات ليس الحل، بغض النظر عن قرار هيئة المحلفين , لا أريد ان يكون موت ابني عبثا , وإنما أريده أن يحدث تغير إيجابي يجعل سانت لويس أفضل للجميع». وصرح المهندس المصري فرانسوا باسيلي، الذي عمل كرئيس لهئة المحلفين بولاية نيوجرسي ل«المصري اليوم» أن: «هذه هيئة محلفين مبدئية وينحصر عملها بقرار إحالة القضية إلى المحكمة أو عدم الإحالة في حالة عدم وجود أدلة وفي القضية موضوع النزاع الآن لدينا شاب قتيل ب 6 رصاصات وكان من الأفضل أن يكون القرار هو الإحالة للقاضي وهناك نرى إن كان الضابط بريء في حالة دفاع عن النفس أم لا، وهذا في اعتقادي هو سبب الغضب العارم بين صفوف الأمريكيين الأفارقة. ولذلك تجد أن السود في الولاياتالمتحدة يشعرون أنهم لا يحصلون على عدالة أبدا خاصة إذا كان الأمر يتعلق برجل شرطة في تعامله معهم»، وأكمل باسيلي قائلا: «من الملفت للانتباه أن الرئيس الأمريكي ناشد الإعلام في المشاركة في تهدئة الأجواء بين السلطات والمجتمع, وهذا ما لم يقبله البعض في بلادنا مصر عندما يتحدث الرئيس المصري عن دور الإعلام». وقالت المحامية الأمريكية من أصول مصرية شيري عادل ل«المصري اليوم»: «من حق كل مواطن التعبير عن رأيه ولكن بشرط أن يكون بطريقة سلمية وعدم تعريض حياة الآخرين للخطر أو العنف أو تدمير ممتلكات عامة أو خاصة فهذه جرائم يعاقب عليها القانون وإذا تم القبض على أي شخص يقوم بهذه الأفعال سيقدم للمحاكمة، وأيضا يعطي القانون رجل الشرطة الحق في إطلاق النار على أي شخص يهدد حياته أثناء القبض عليه ولكن المشكلة تكمن في أن ضابط الشرطة أطلق 6 رصاصات وإحداهم في أعلى الرأس», والجدير بالذكر أنها ليست الحادثة الأولى التي يخرج فيها المجتمع الأسود في الولاياتالمتحدة محتجا على تعامل الشرطة معهم ففي عام 1992 انتشار شريط مصور، يُظهر رودني كينج وهو يتعرض لضرب مبرح من قبل عناصر من الشرطة التي أوقفته إثر تجاوزه الحد الأقصى للسرعة. وهو ما ادي إلى موجة عارمة من الاحتجاجات في لوس انجلوس بعد تبرئة رجال الشرطة وانتشرات الاحتجاجات إلى أرجاء الولاياتالمتحدة استمرت ستة أيام تدخل خلالها الحرس الوطني ثم الجيش وقوات البحرية مخلفة 53 قتيلاً ونحو ألفي جريح وخسائر تقدر بمليار دولار. وقد أُعيدت محكمة عناصر الشرطة في دعوى مدنية، أدت إلى سجن اثنين منهم وتبرئة آخرين، كما ساهمت القضية في اعتماد سلوك جديد للشرطة. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة