تقدم محمد خلف السيد، 26 سنة، مزارع من قرية الشوكا بمركز طما شمال محافظة سوهاج ببلاغ للنيابة العامة بالمركز يتهم في الطبيب «ن. أ. ج» طبيب نساء وتوليد بمدينة طما يتهمه فيه بالتسبب بالإهمال وتعريض حياة زوجته المدعوة «أ. أ. أ» 22 سنة ربة منزل للخطر، لإجرائه عملية ولادة قيصرية لها داخل عيادته الخاصة وتركه فوطة «ضمن أدوات العملية» داخل بطنها بجوار الرحم. بدأ اكتشاف الواقعة بعد خروج السيدة من غرفة العمليات بساعات وشعورها بألم شديد في البطن خاصة في منطقة الرحم، وارتفاع في درجة حرارة الجسم واستمرار ذلك الألم وتضاعفه يوما بعد الآخر، وبعد عدة أيام تم الذهاب بها إلى الطبيب الذي أجرى لها عملية الولادة القيصرية، للكشف عليها، فأخبرهم الطبيب وقال لهم إنها في حالة جيدة ولا تعاني من شئ واتهمها بالمرض النفسي والوهم، ونصح زوجها بعرضها على طبيب نفسي لتوقيع الكشف الطبي عليها. لم يصدق الزوج كلام الطبيب ونظرا لمعرفته بالحالة النفسية والصحية الجيدة لزوجته، وأخبره أقاربه وأصحابه أن ذلك الألم الشديد نظرا لكون زوجته تلد للمرة الأولى «أول ولادة» وأن ذلك التعب نتيجة آلام الوضع والبنج، ومع تطور وزيادة الألم يوما بعد الأخر، لم يجد الزوج بدا من التوجه بزوجته لمركز نساء وتوليد لطمأنته على الحالة بعد 18 يوما، وبعد توقيع الكشف وإجراء الأشعة التليفزيونية على الحالة أخبره الطبيب بأنه يوجد حول الرحم كمية من الدماء والصديد لعدم التنظيف أثناء إجراء العملية، ولا بد من إخراجها، ورفض إجراء العملية للسيدة وقال لهم: «الطبيب اللي عمل العملية أولى بحالته». وبعد تحايل زوج السيدة عليه وتوسله له أجري العملية، وفور فتح الطبيب لإجراء عملية التنظيف فوجئ بوجود فوطة من أدوات عملية الولادة القيصرية داخل بطنها بجوار الرحم فضلا عن كمية الصديد والدم، وقام بإخراجها وإخفاءها، وأبلغ الزوج فقط بما بينته الأشعة قبل الفتح، إلا أن الممرضة التي كانت متواجده معه لم يطاوعها ضميرها على عدم إبلاغ زوج السيدة بحقيقة ما عثر عليه في بطنها، فأبلغت الزوج، وتمكن الطبيب الذي أخرج الفوطة من إقناع زوج السيدة وقال له لا داعي للتشويش وأخذه وتوجها إلى عيادة الطبيب الذي أجرى الولادة القيصرية، وواجهاه بالفوطة، وعندها أنكر الطبيب تقصيرة وإهماله بالتسبب في ترك الفوطة داخل بطن السيدة، وألقى بالمسؤولية على الحكيمة التي كانت متواجدة معه في غرفة العمليات وقال: «لم العدة على الحكيمة». وعندها أبدى الطبيب الذي أخرج الفوطة استعداده للشهادة أمام الجهات المسؤولة عن التحقيق. وقال الزوج فور علمي بوجود فوطة بداخل بطن زوجتي، حاول البعض التوسط بيني وبين الطبيب وكل ما كان بوسعه أن عرض على مبلغ 3 الألاف جنيه تعويض، رغم أن مبالغ الدنيا لا تساوي، وأضاف أن المبلغ الذي تم عرضه لا يساوي ما صرفته في عملية إخراج الفوطة. وباستغراب قال زوج السيدة لقد حاول البعض التدخل للإصلاح بيننا، إلا أن الطبيب المتهم أنكر تسببه في ترك «الفوطة» ببطن زوجته، قائلا «الحكيمة هي السبب» . وأكد زوج المريضة، على أنه تقدم ببلاغ للنيابة العامة، وأنه في انتظار حصوله على المحضر، من أجل التقدم به لنقابة الأطباء لأخذا ما يلزم تجاه الطبيب في الواقعة، وأضاف أن نتيجة ذلك الخطأ الفادح أخبرنا الطبيب الذي استخرج الفوطة «إنه قد تحرم زوجته من الإنجاب مرة أخرى، أو في أفضل الظروف ستتأخر في الحمل التالي». وتابع: «أنا راضي بما تقرر به النيابة العامة فإن برأته فلن أمانع، وسأقول حسبي الله ونعم الوكيل، وإن عاقبته فهو يستاهل». ومن جانبه، قال الدكتور أحمد فوزي قاسم، نقيب الأطباء بسوهاج إنه لا يمكن البت في الواقعة إلا بعد التحقيق الدقيق من لجنة آداب المهنة ولجنة الشؤون القانونية بالنقابة الفرعية بسوهاج، وكذلك الرجوع إلى النقابة العامة بالقاهرة قبل أخذ أي قرار تجاه الطبيب.
