تاريخ الكرة المصرية حافل بالأهداف واللحظات المحفورة في ذاكرة عشاق الساحرة المستديرة، لكن بعض هذه اللحظات لها وقع السحر في نفوس المصريين، فهناك أهداف كلما رأيتها يقشعر لها بدنك وكأنها المرة الأولى التي تشاهدها فيها، قد تكون اللحظة ليست لحظة فوز، ولكن من فرط روعتها تظل عالقة في الأذهان. - «جوة الجون..الجون الأولاني لمصر!»، على زيوار، 17 نوفمبر 1989 55 عامًا لم تتأهل فيها مصر لكأس العالم. تتسبب الأسباب، وتأتي المباراة الحاسمة أمام الغريم التقليدي، الجزائر، منتخب «الجوهري» وثمانون ألفًا باستاد القاهرة لا يروا أمامهم سوى كأس العالم، لا، لن يتأهل «بللومي» ورفاقه من قلب مصر. إبراهيم حسن وعرضية طائشة، تعود الكرة أدراجها، القدر يرسلها لمجدي عبدالغني، عرضية يقابلها حسام حسن برأسية ترسل مصر إلى إيطاليا. - «ستكون النهاية تراجيدية» رؤوف خليف، 11 نوفمبر 2006 «أنت جميلة كهدف في الدقيقة 90» عبارة كتبت على أحد الحوائط في إيطاليا ولا يعلم صاحبها أنها أدق وصف لجمال هدف «أبوتريكة» في شباك فريق الصفاقسي التونسي في بطولة دوري أبطال إفريقيا، تلك اللحظة التي انتفض لها عشاق الساحرة المستديرة في جميع أنحاء مصر. الترقب يملأ ملعب رادس ولاعب الصفاقسي يشير لجماهيره لبدء الاحتفال.. ساعة المباراة تشير للدقيقة 90.. كرة شادي محمد الطويلة.. رأس عماد متعب، ثم راس فلافيو أمادو، وقذيفة «أبوتريكة» اليسارية ..أربعة لمسات اهتزت لها مصر كلها، ويقشعر لها بدنك كلما شاهدت الهدف مهما مرت السنوات. - «إنها البرازيل..السيليساو باللون الأحمر»، عصام الشوالي، 15 يونيو 2009 بطل كأس أمم أفريقيا 2008 يذهب إلى كأس القارات، واللقاء الأول أمام العملاق البرازيلي. بداية غير مبشرة على الإطلاق، «كاكا» يتلاعب بالدفاع المصري ويسجل في شباك «الحضري»، لكن الرد يأتي سريعًا بعرضية من محمد أبوتريكة، تجد رأس «زيدان»، التعادل للفراعنة. الرد البرازيلي كان أقسى، هدفين متتالين ظن الجميع انها تمهيد لحفلة سامبا برازيلية على شرف الشباك المصرية. لكن شئ أقل ما يوصف به بأنه «إبداع» مصري يحرج البرازيل بهدفين من أقدام محمد شوقي «السيزر الجديد»، و«زيدان»، لحظات عزة كروية لا تتكرر كثيرًا. - «الله..الله..الله عليكي يا أم الدنيا»، خالد الكاديكي، 14 نوفمبر 2009 صوت من وسط الألاف يهتف «كاس العالم.. كاس العالم.. كاس العالم» يخرج من أحد المدرجات ويملأ أركان استاد القاهرة الدولي المكتظ عن أخره، النتيجة تشير للفوز بهدف واحد والمنتخب المصري يحتاج لهدف على الأقل لضمان لعب مباراة فاصلة لحسم التأهل لأول كأس عالم في أفريقيا. في نفس اللحظات على ابواب ستاد القاهرة يخرج رجل خمسيني وعلى وجهه علامات الحزن، تتوجه إليه المذيعة بالميكروفون فيرد «الحمد لله»، لحظات وينفجر الملعب بصيحات الانتصار، وينقلب حزن الرجل لفرح عظيم وسط قفزات لا إرادية للمذيعة، فرأس عماد متعب فتحت باب للأمل وأدخلت الفرحة على قلب كل عاشق للساحرة المستديرة بالهدف الثاني في شباك المنتخب الجزائري. - «جدو.. جدو..جدو»، على محمد على، 31 يناير 2010 حلم البطولة الثالثة على التوالي يبدو بعيد المنال هذه المرة، فالمنافس هو المنتخب الغاني، فريق شاب وسريع سيطر على معظم مجريات المباراة النهائية لكأس الأمم الأفريقية 2010. «التاريخ لا يتذكر سوى البطل» «البديل الذهبي» محمد ناجي «جدو» يتحرك بالكرة على الطرف الأيسر لملعب 11 نوفمبر بلواندا، يمرر لمحمد زيدان، الذي يعيد الكرة ل«جدو»، اكتشاف البطولة يرسل الكرة في أقصى الزاوية اليمنى لمرمى النجوم السوداء في الدقيقة 84 ليسطر انجازًا غير مسبوق بالحصول على الأميرة الأفريقية للمرة الثالثة على التوالي. اشترك وخليك في الملعب لمتابعة أخبار الدوريات