أخيراً وبعد طول انتظار أبدت وزارة الخارجية تطلعها إلى الانتهاء من إقرار قانون لإنشاء صندوق لرعاية المصريين فى الخارج من خلال التعاون والتنسيق الوثيق مع وزارة القوى العاملة والهجرة، ذلك التعاون المثمر الذى ساهمت فيه كلتا الوزارتين منذ فترة طويلة لإرساء هذا المشروع الهائل، فضلاً عن مشاركة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب التى سبق أن تناولته بشكل موسع منذ أيام ليست ببعيدة، وهو ما يدلنا على حرص تلك الجهات على حماية مصالح المواطن المصرى بالخارج. لقد أسعدنى هذا القرار بشكل كبير لما يمثله من تتويج لمجهودات العديد من الدراسات والأبحاث المثمرة لكثير من الجهات المعنية وعلى رأسها وزارة القوى العاملة التى تتمثل فى شخص السيدة الفاضلة عائشة عبدالهادى وزيرة القوى العاملة التى حرصت على بذل العديد من المجهودات الفائقة حتى يرى هذا المشروع العظيم النور، وذلك من خلال عقد العديد من اللقاءات والمؤتمرات التى تابعتها لحظة بلحظة بصفتى مستشارا لسيادتها، وعضو أمانة العلاقات الخارجية بالحزب الوطنى الديمقراطى، وكان آخر تلك المؤتمرات هو ما أقيم بشهر يوليو من العام الماضى والذى عقد تحت رعاية فخامة السيد الرئيس محمد حسنى مبارك رئيس الجمهورية، وحضور السيد الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء ولفيف من السادة الوزراء المعنيين بهذا الشأن، وكان من ضمن المطالب الرئيسية لهذا المؤتمر إنشاء «صندوق لرعاية أبناء الوطن بالخارج» لتقديم أفضل سبل الدعم والمساعدة القانونية، والبحث بكل الأمور المتعلقة بهم. ثم تأتى مجهودات وزارة الخارجية الممثلة فى شخص السيد أحمد أبوالغيط وزير الخارجية وكل معاونيه بدءا من السيد السفير أحمد القويسنى مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية الأسبق مروراً بالصديق الغالى السيد السفير أحمد رزق سفير مصر بالصين ومساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية الأسبق، حتى مجىء السيد السفير محمد عبدالحكم مساعد وزير الخارجية للشؤون القنصلية الحالى، هؤلاء السفراء الأجلاء وأقولها بكل ثقة إنهم من مؤسسى العهد الجديد لقطاع الهجرة الذى شهد فى عهدهم طفرة هائلة وإنجازات وازدهارات لم ولن تنسى بتاريخ وزارة الخارجية. ولا أنسى هنا دور لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب التى يرأسها الدكتور مصطفى الفقى ذلك الشخص الذى لا يكل أو يمل من العمل الشاق والمتواصل لخدمة أبناء الوطن بالداخل وبالخارج، ومدى حرصه الشديد على دعم هذا الصندوق منذ أن ألقيت بذرة إنشائه منذ عدة سنوات. كما لا أغفل دور النائب الكفء مصطفى قرشى وكيل لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب الذى تقدم بمشروع قانون لهذا الصندوق، وذلك خلال الاجتماع المشترك بين لجنتى العلاقات الخارجية والقوى العاملة بمجلس الشعب اللتين أبديتا موافقتها المبدئية لإنشاء صندوق لرعاية أبناء الوطن بالخارج يكون مقره مدينة القاهرة وتكون له الشخصية الاعتبارية.. وهنا أود أن أوضح الدور المهم والجوهرى لصندوق رعاية المصريين بالخارج فى توفير وسائل الدعم والتمويل اللازمة لرعاية أبناء الوطن بالخارج، وتقديم أفضل سبل الدعم والمساعدة القانونية لهم، حال تعرضهم لصعوبات بالدول المتواجدين بها، خاصة فى ضوء تزايد أعداد أفراد الجالية خلال السنوات الأخيرة التى وصلت إلى حوالى سبعة ملايين مواطن مصرى. كما أننى أود أن أشير إلى بعض النقاط المهمة التى تخص ذلك الصندوق وهو أنه لا يعد هيكلاً جديدا بكل من وزارتى الخارجية والقوى العاملة والهجرة، كما أنه لن يكون عبئا إضافياً يكلف الدولة شيئاً وإنما هو كيان مستقل اعتبارى يعتمد على التمويل الذاتى، ويشكل الصندوق من أمين عام وأعضاء بالتساوى وممثل من الوزارات المعنية بهذا الشأن وممثل لجهاز الأمن القومى. أعزائى القراء.. مما لا شك فيه أن أبناء الوطن بالخارج هم دون شك سفراء أمناء عن هذا الوطن، كما أنهم شركاء حقيقيون فى عملية التنمية التى تشهدها بلادنا الغالية.. مصر التى نتمناها دائماً بلداً للأمن والسلام والتنمية فى شتى المجالات. * عضو أمانة العلاقات الخارجية بالحزب الوطنى الديمقراطى.. أمين عام جمعية محبى مصر السلام
