شيع الآلاف من أهالى قرية «الرشايدة» بمركز العسيرات، بسوهاج، الإثنين، جثمان المجند الشهيد، مدحت أبوبكر قاعود، 22 سنة، والذى استشهد، الأحد، في حادث تفجير مدرعتين بالعريش. ووصل جثمان الفقيد إلى قريته بعد ظهر الإثنين، ملفوفًا في علم مصر، بعد نقله بطائرة عسكرية إلى مطار سوهاج، وأقيمت صلاة الجنازة على الشهيد بمسجد القرية، بمشاركة اللواء أيمن السيسى، نائب مدير أمن سوهاج لقطاع الجنوب، والعقيد هانى ضاحى، مأمور مركز شرطة العسيرات، وعدد من القيادات الشعبية والعمد والمشايخ، وبعدها خرج الجثمان في طريقه إلى مدافن العائلة وسط هتافات الآلاف من المشاركين «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله». وتعالت صرخات النساء من أقارب الشهيد، وأصيبت والدته وشقيقاته الثلاث بحالة من البكاء الهستيرى، وتعالت أصوات الحضور بالمطالبة بالقصاص لدماء جميع الشهداء وتواصل العمليات العسكرية للقضاء على الإرهابيين. وعقب دفن الجثمان تقبل والد الشهيد أبوبكر قاعود، 60 سنة، فلاح، العزاء من أهالى القرية والقرى المجاورة في حالة من الصبر والثبات الشديدين، بدت على ملامح وجهه، أخفت بداخلها نار حزن وألم عميق لم تخمدها إلا كلمات الصبر والاحتساب لله تعالى. وقال أشرف نصار، ابن عم الشهيد، أن الشهيد حاصل على ليسانس حقوق، وكان من المنتظر أن ينهى خدمته بعد شهر، حيث رتب أموره على العمل في مهنة المحاماة، لما كان يتمتع به من أخلاق عالية، وسمعة طيبة بين أبناء قريته. وقال والد الشهيد، وهو يحبس دموعه، «لم أصدق نفسى عند سماعى الخبر، ولم أجد إلا أن التجأ إلى الله تعالى أن يجرنى في مصيبتى وأن يلهمنى الصبر على فقدان ابنى ويطفىء النار المشتعلة في قلبى». استكمل والد الشهيد حديثه بغضب شديد قائلاً «حسبى الله ونعم الوكيل في الإرهابيين اللى مزعزعين البلد، ابنى جندى في خدمته يضربوه بالرصاص ليه، إيه ذنبه يغتالوه ليه، ده في دين مين ويرضى مين، ده اليهودى عمره ما يقتل اليهودى اللى زيه». وعلى صعيد متصل، نعى اللواء محمود عتيق، محافظ سوهاج شهداء حادث العريش، وأناب المهندس شعبان قنديل، السكرتير العام المساعد، إلى مطار سوهاج الدولى، لاستقبال جثمان الشهيد جندى، مدحت أبوبكر قاعود، وحضور الجنازة العسكرية للشهيد. اشترك وتابع الصعيد وأخباره لحظة بلحظة
