يشهد الشرق الأوسط حرب «مريرة» بالوكالة، تمتد من العراق إلي لبنان، وتمتد حتى شمال أفريقيا، حاصدة الأرواح في شبة جزيرة سيناء في مصر وتصل إلي ليبيا، وذلك بحسب ما ذكرته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية. ورغم أن تهديد تنظيم «داعش»، والجماعات المتطرفة الأخرى جذب انتباه وسائل الإعلام والحكومات بشكل كبير، فقد كان «عنف» هذه الجماعات نتيجة «معركة مريرة» بين القوي الإقليمية حول قيادة الشرق الأوسط، وذلك على حد وصف المجلة. وقالت «فورين بوليسي» إنها «فوضى ملطخة بالدماء، ستترك للولايات المتحدة لتنظيفها»، مشيرة إلي أن المفهوم السائد في الشرق الأوسط هو أنها منطقة تقسمها الاختلافات الطائفية، من خلال تحريض السنة على الشيعة، وكذلك ثمة صراع آخر بين القوى ذات الأغلبية السنية. وأشارت المجلة إلي أن الأنباء التي ترددت عن الضربات الجوية المصرية-الإماراتية في ليبيا هي أحد مظاهر الصراع على القيادة بين تركياوقطر والسعودية والإمارات، حيث خاضت هذه الدول صراعات في العراقوسوريا ومصر والبحرين وليبيا بهدف الوصول إلي الزعامة الإقليمية، إلا أن المتنافسين على الدور الإقليمي نادراً ما حققوا أهدافهم، وإنما عززوا استخدام العنف والصراعات السياسية والاستقطاب وتعميق المشاكل المتوطنة في البلدان التي سعوا إلي التأثير فيها. وأوضحت «فورين بوليسي» أن الولاياتالمتحدة إذا لم تتدخل، فإن الفوضى ستزداد سوءاً، مشيرة إلي أن محاولات الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، لفصل الولاياتالمتحدة عن صراعات الشرق الأوسط، أدت إلي تكثيف هذه الخصومات والمنافسات. وذكرت المجلة أن الفوضى في العراق والحرب الأهلية في سوريا والتفكك في ليبيا وسقوط نظام حسني مبارك الرئيس السابق، أثبتت فشل الريادة الأمريكية، وهو ما دفع حلفاء واشنطن الإقليمين إلي الشعور بأهميتهم، وحاولوا رسم الشرق الأوسط وفقاً لاحتياجاتهم ومصالحهم الجيو-سياسية، الأمر الذي ترتب عليه تأجيج الصراعات في مصر وسوريا وفلسطين وليبيا. وأخذت «فورين بوليسي» تركيا مثالاً، حيث أصبحت الحكومة التركية من أبرز المؤيدين لتغيير النظام في سوريا، إلا أنها «غير راغبة» في التدخل في الحرب الأهلية السورية وغير قادرة على إقناع الولاياتالمتحدة للقيام بذلك، الأمر الذي جعل أنقرة تغض الطرف عن المجموعات المتطرفة التي تستخدم الأراضي التركية لتولي المعركة ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وأشارت المجلة إلي الموقف التركي أيضاً من الأوضاع السياسية في مصر الذي تحول إلي حرب كلمات بين أنقرة والقاهرة بعد 30 يونيو. وذكرت المجلة أنه رغم تضامن الشعب التركي مع الشعب الفلسطيني، فإن دعم أنقرة لحركة «حماس» خلال النزاع الأخير صعد الأزمة وساهم في معاناة الفلسطينيين، بالإضافة إلى زيادة توتر العلاقات بين تركيا مع مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وإسرائيل. وأوضحت «فورين بوليسي» أن قطر، مثل تركيا، اتخذت نهجاً شعبياً في التعامل مع القضايا الإقليمية، حتى انحرف الدور القطري في دعم الجماعات المتطرفة. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة