في أكبر تجسيد فني للثورة المصرية ومراحلها الحاسمة، انتهى الفنان التشكيلي الدكتور طه قرني، من جدارية الثورة التي تتكون من 20 لوحة توثق أهم مراحل الثورة المصرية، وموجاتها الفاصلة والحاسمة في مسارها، في إطار عمل فني تشكيلي متواصل مع الشارع مباشرة. وتعد أول وأكبر جدارية عن الثورة المصرية، وترصد بداية الثورة ثم جمعة الغضب يوم 28 يناير، وانهيار جنود الأمن الأمركزي، بالإضافة إلى قوة العلاقة بين الجيش والشعب، والوحدة الوطنية عقب أحداث ماسبيرو، وجمعة الشهيد وغيرها من أحداث. وتتكون جدارية الثورة من 20 لوحة بامتداد 52 مترا، و150 سم ارتفاعاً، كأكبر جدارية يشهدها العالم عن الثورة المصرية، من ألوان الزيت على الخشب الرقيق والمسطح «الأبلكاش». وتبلغ مساحة اللوحة الواحدة 2.45 م × 1.45 م، وهي متصلة من حيث الموضوع، ومنفصلة من حيث أهم الأحداث، التي غيرت مجرى الثورة، وآخر جزء من الجدارية يتحدث عن المؤامرة التى تديرها أمريكا مع تركيا وإسرائيل وقطر، لإعادة تشكيل الوطن العربي كما كانوا يخططون له. واعتبر قرني في الجزء الأخير للجدارية الوطن العربى كأنه البقرة التى يطمع فيها الأمريكان، فنجد رجلا بملامحه التي تشير إلى الإخوان ويعلق على يده شارة لعلم أمريكا، ويرتدى فوق رأسه الرمز الصهيوني، واللوحة ترمز إلى خريطة الوطن العربي وخطوط طوله وعرضه، وتحديد فكرة التقسيم لكل دولة، ووجود غربان أسفل اللوحة يوحي أيضا بمدى المتربصين بكل دوله تقع . وقال قرني، في تصريحات ل«المصري اليوم»، إن الجدارية تقدم رؤية سياسيه جديدة للحراك التشكيلي الذى يدخل إلى قلب الأحداث، مرورا بحكم جماعة الإخوان وما كانوا ينتوونه من بيع وتقسيم لأرض مصر، وثورة 30 يونيو، وكيف صنع الشعب دستوره وانتخابات الرئاسة؟، وانكشاف بعض العملاء، مضيفا: «سجلت جمعة قندهار، وتنبأت لما ستكون عليه مصر أثناء حكمهم، وقدمت أيضا محاكمه مبارك، واستطعت أن أرصد عن كثب حراك رابعة». وأوضح: جدارية الثورة الآن قبلت فى التصنيف النوعى لبدء تسجيلها فى موسوعة جينيس، لتلحق بسابقتها جدارية «سوق الجمعة»، وهي تعد من أهم المعالم الرئيسية للحركة التشكيلية في الفترة الأخيرة، وتعد شاهدة على الثورتين 25 يناير و30 يونيو. ومن المقرر أن تطوف جدارية الثورة ميادين ومحافظات مصر بالتنسيق مع وزارة الثقافة، على أن تستقر في مكان يليق بمكانة مصر. اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة
