استعادت وكالة الأنباء الفرنسية تاريخ التحالف الدائم والثابت بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل في ظل استمرار العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة على مدار أسابيع. ومع ارتفاع حصيلة الضحايا الفلسطينيين من مئات الشهداء وآلاف الجرحى، تعرضت إسرائيل لانتقادات حادة في أنحاء عدة من العالم بما فيها أوروبا بعد أن تحولت تظاهرات مؤيدة لغزة إلى أعمال شغب معادية للسامية، إلا أن الوضع مختلف في واشنطن. وقدمت الولاياتالمتحدة مساعدات تبلغ أكثر من 100 مليار دولار منذ إعلان إسرائيل في 1948، كما أنها تزود حليفتها في الشرق الأوسط بأكثر الأسلحة تطورا بشكل دوري. وتتم الموافقة على الأموال المخصصة لإسرائيل دون اعتراض يذكر في الكونجرس حتى في الظروف الراهنة، وكان أبرزها تخصيص 225 مليون دولار للقبة الحديدية المضادة للصواريخ في تل أبيب. وترددت عبارة «أمريكا تحمي إسرائيل»، على لسان نواب أمريكيين، كل بأسلوبه، وذلك خلال تجمع لمسؤولين يهود في واشنطن، الاثنين، وأبرزت التعبير بوضوح مستشارة الأمن القومي الأمريكى، سوزان رايس، عندما قالت: «لطالما جمعت بيننا علاقة خاصة». وقال المسؤول الثاني الجمهوري في مجلس النواب، كيفن ماكارثي: «إذا سقط صاروخ على إسرائيل فكأنه صاروخ يسقط على الولاياتالمتحدة». واتحد أعضاء مجلس الشيوخ المختلفون على كل المسائل من قوانين الموازنة إلى تمويل الطرقات السريعة وغيرها، من أجل التصويت بالإجماع على قرار يدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها من صواريخ تطلقها الحركة الفلسطينية الإسلامية، «حماس»، دون استفزاز مسبق من إسرائيل، وتم التصويت على إجراء مماثل في مجلس النواب. وأكد محللون أن الأسباب الرئيسية لهذا التوافق بين السياسيين في واشنطن على هذا القدر من التفاهم مع إسرائيل، تتمثل في المبادئ الديمقراطية والقيم المشتركة وتأثير الإنجيليين المسيحيين وضغوط من اللوبي الإسرائيلي النافذ. واعترفت الولاياتالمتحدة بدولة إسرائيل بعد 11 دقيقة فقط على إعلان استقلالها إلا أن العلاقة كانت متوترة في البداية، حينما اعترضت الولاياتالمتحدة على احتلال إسرائيل لأراضي مصرية بعد حرب السويس في 1956 وامتنعت عن بيعها أي أسلحة كبيرة حتى الستينيات. وقال أستاذ العلوم السياسية في جامعة جورج واشنطن، مايكل بارنت، إنه بفضل سياسة الاحتواء الاستراتيجية الأمريكية إزاء الاتحاد السوفيتي، تطورت العلاقة بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل بأشواط بعد 1967، ومنذ ذلك الحين، سعت واشنطن لتكون قوة لحل الخلافات في المنطقة على مر سنوات صعبة وهجمات إرهابية دموية ومبادرات سلام فاشلة وتوسعات مثيرة للجدل في المستوطنات اليهودية. ومن جانبه، أكد رئيس جمعية الحاخامات في الحركة المحافظة في العالم، جير شون، بقوله: «يمكن أن أقول إن العلاقة تعود إلى 1654 عندما أتى اليهود إلى هذه البلاد ودعموا الثورة الأمريكية بشكل كبير». وتبنى اليهود الأمريكيون الأوائل المبادئ الديمقراطية، وأبدى مؤسسو الدولة وقتذاك احتراما للتقاليد اليهودية وشددوا على احترام الأديان، إلا أن الجمهورية الحديثة مرتبطة بالإنجيل بشكل وثيق. وقال رئيس مدرسة ديفينتي في نيويورك، القس بول دي فرايز، أمام مسؤولين يهود: «التزامنا إزاء إسرائيل كبير جدا، وتظل الأخيرة الدولة الوحيدة التي يمكن للمسيحيين أن يمارسوا فيها ديانتهم بحرية وأمان في كل الشرق الأوسط». اشترك الآن لتصلك أهم الأخبار لحظة بلحظة