تجذب الحرب في سوريا «جهادين» كنديين إلى القتال في صفوفها الأولى، مما دفع البلاد لسن قانون يواجه هذا التحدي ويسحب الجنسية من أي شخص «يقترف أي جريمة إرهابية»، بحسب كبرى شبكات التلفزيون الإخبارية الكندية «سى بى سى نيوز». وأصدر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام «داعش» فيديو يتضمن صورا وكلمات ل«الجهادى» الكندى أندريه بولين، الذي إنضم إلى القتال في سوريا ولقى حتفه في إحدى الغارات على مطار «حلب»الصيف الماضى. وظهر «بولين» وهو يتحدث عن حياته في كندا ويقول إنه كان كان لديه المال والعائلة ويصف كندا بأنها «دار كفر» ولا يستطيع أن يعيش في مثل هذا المكان الذي لايمكنه فيه «إطاعة الله كاملا». وعلقت على الفيديو شبكة «سى بى سى نيوز» قائلة إن حياة «بولين» لم تكن بالمشرقة كما رسمها، فقد كان لديه سجلا جنائيا يتضمن تهديدات بالقتل والسرقة والتحرش وحمل سلاح، كما سبق إتهامه بمحاولة تفجير محطة الغاز بمنطقة «تيمينز» بمقاطعة أونتاريو، مشيرة إلى أنه إعتنق الإسلام ولقب باسم «أبومسلم» وانضم إلى المعركة في سوريا في عام 2012، وترك بعد مقتله زوجة وطفل صغير في سوريا. وأكدت الشبكة الكندية أن الصراع في سوريا يجذب المقاتلين الجهاديين الكندييين للقتال على خط المواجهة، وتشير تقديرات الحكومة الكندية إلى أن المقاتلين الكنديين في سوريا تتراوح من بضع عشرات إلى أن تصل إلى 130، وهو أمر يثير القلق للمسئولين الكنديين بالنظر إلى عدد المقاتلين من الأمريكيين في القتال في سوريا الذي هو أصغر من ذلك بكثير، مما يعنى أن كندا ممثلة تمثيلا «ملفتا» في هذا الصراع. وأقر مدير وكالة الإستخبارات الكندية، ميشيل كولومبى، في شهادته أمام لجنة الأمن والدفاع في مجلس الشيوخ الكندى أن مايقرب من 130 من الكنديين غادروا كندا للإنضمام إلى المجموعات الإرهابية في كل من سوريا واليمن والصومال وشرق إفريقيا. وتعد مدينة كاليجارى بمقاطعة ألبيرتا، معقل الجهاديين الكنديين، من بينهم الكندى من أصل صومالى «فرح محمد» الذي ظهر مؤخرا في فيديو ل«داعش» وهو يهدد كنداالولاياتالمتحدة. وكذلك يوجد «داميان كيليرمونت» وهو مسلم كندى المولد توجه إلى سوريا في 2012 ولقى مصرعه هناك، و«سلمان أشرفى» الذي شارك في مهمة انتحارية في العراق في شهر نوفمبر 2013 تحت راية «داعش»، وكان كل منهم أعضاء في مجموعة تضم 6 أعضاء استخدموا مبنى سكنى في مدينة كاليجارى كمركز لمناقشة الأفكار المتطرفة ورسم طريقهم للجهاد في سورياوالعراق، بحسب الشبكة الكندية. وفي مواجهة ذلك تدرج الحكومة الكندية «داعش» على قائمة المنظمات الإرهابية، ومررت مؤخرا تشريع يسمى (C- 24) يمكنها بموجبه سحب الجنسية الكندية ممن يرتكب «أي جريمة مرتبطة بالإرهاب».