أخذ الصغير يتحسس ذلك الشئ الرابض علي ظهره...جزء منه لكنه لم يعرفه ... لم يعرف له نفعا،قرر هذه المره ان يسأل عنه ويعرف...فجاءني وفاجأني - إبي ما ذاك الشئ علي ظهري،ما أسمه ..وماذا يفعل؟ لعله رأي نظرة الحيره والجهل الغير مبرر في عيني وانا اقول له - إنه يحمي ظهرك لو سقطت -لكن من الممكن ايضا ان اسقط علي وجهي لماذا لا يوجد بالامام؟ أشحت وجهي عنه أو بالأصح عن اسألته قائلا -إذهب وأسأل جدك ويبدو انه شعر بجهلي مبكرا فإنطلق الي جده سريعا مكررا نفس السؤال....ولم تكن دهشة الجد جديده عليه...ولم يقتنع بكلامه ايضا عندما أجاب -إنه..إنه..جزء من اجسادنا لم يكتمل..اراد ربك ان يظل هكذا بلا عمل ولا فائده حتي لا تغر بنفسك وكي تعلم إن الكمال لله تعالي فقط. أطرق قليلا قبل أن يسأله بصوت خائف من رد فعله -هل اسأل جدي الأكبر...هل يعرف هو أكثر؟ مزيج البراءه مع عدم اقتناع الجد شخصيا بتبريراته - هذا المزيج جعل الجد يومء برأسه موافقا لينطلق الصغير الي الجد الاكبر...فالاكبر..فالاكبر..ينتقل من اجابه الي اجابه بلا اقتناع...الي أن وصل الي الجد الاول القى عليه سؤاله وانتظر طويلا لاجابه من العجوز الصامت المطرق ناظرا الي السماء..الي ان نطق -سأحكي لك...عندما كنا صغارا..سألنا نفس سؤالك..حاولنا كثيرا ان نعرف..الي ان قام احدنا بتحريك هذا الرابض فوق الظهر بقوه...فوجدناه يرتفع..يطير الي الاعلي..صفقنا له..فرحنا ..وفعلنا مثله لكن قبل أن نحلق وجدناه يسقط..ميتا و وجدنا امامنا الحاكم وفي يده بندقيه...قتله..وأفهمنا قائلا -هل جننتم ...الا تعلمون ان ما علي ظهوركم هو اجنحة الشيطان! إن استسلمتم لها ستأخذكم الي عالم الشيطان...حيث يجندكم لتعودوا الينا وتعيثوا فسادا في الخلق والارض!!!من يفكر في استخدامها سيكون مصيره كهذا..وأشار للمقتول وإنصرف...من هذا اليوم ونحن لا نستخدمها ابدا.. صمت وصمت الصغير وعلي شفا جفنه دمعه لا يدري لم...لم يدم صمته طويلا فعاد ليسأل -ولم خلقنا الله بهذه الاجنحه...لو كانت تذهب بنا الي الشيطان فقط لما خلقنا بها؟؟ أطرق الجد الاول من جديد لفتره قبل ان ينطق بكلمات كأنما تخرج من فم التاريخ عتيقه وخائفه -لا تبدو كغيرك..سأحكي لك مالم يعرفه غيري من كل اجدادك...عندما انصرف الحاكم...تدري كيف انصرف؟لقد رفرف بجناحيه وطار!! لم يلاحظ احد هذا سوي شخص واحد...قال - إنه يطير...فلم لا يذهب الي أرض الشيطان...انه يخدعنا..سإطير انا ايضا. -وهل طار؟ -نعم..طار وحلق بعيدا..وعلم الحاكم بعدها..وانزل علينا جام سخطه وقال هذا نصيبكم من لعنته لانكم تركتوه يذهب للشيطان..وسوف يعود يوما ليغويكم فتذهبوا معه للجحيم. -و هل عاد -عاد...زارني مرار دون ان يعرف احد..كان يحدثني عن رحابة السماء..روعة التحليق في الافق الممتد...يحدثني عن بلاد لا تعرف ظلم ذاك الطاغيه..كان يحثني دوما ان اذهب معه..ان استخدم اجنحتي..واحلق...لكن... -لكن ماذا لم لم تفعل؟ -خفت..خفت اللعنه و ان يعذب اهلي من بعدي. ساد الصمت...ثم صوت حفيف...يعلو ويعلو...وينطلق الصغير محلقا...فيتبعه اقرانه ...يتزايدون...يتزايدون...يسدون الافق امام الحاكم المذهول...يقف امامهم يسد الافق ...لكن خفق اجنحتهم الصغيره تلد ريحا عاصف...يسقط علي الارض مكسور الجناح. ************************ لم اعلم يوما للحرية معني....فلا تعاتبني إن لم استخدم حريتي يوما...لكن و قد عرفتها...لن تقف امامي اسوارك وحصونك