تعددت وتنوعت ظروف تشكيل الحكومات الأولى لرؤساء مصر منذ إلغاء الملكية وحتى قيام الجمهورية الثانية، كما اختلف الأشخاص الملقاة على عاتقهم مسؤولية تشكيلة الحكومة. محمد نجيب أول رئيس لمصر بعد سقوط الملكية، ومن تلاه جمال عبدالناصر احتفظا برئاسة أول حكومة في عهدهم، في حين اختار الرئيس الراحل، محمد أنور السادات، محمود فوزي، الملقب ب«سندباد الدبلوماسية المصرية»، لرئاسة الحكومة، واختار الرئيس المعزول، محمد مرسي، هشام قنديل الذي لم تستمر حكومته كثيرًا فرحلت مع رحيل «المخلوع». وعقب ثورة 30 يونيو، تولى رئاسة البلاد، الرئيس المؤقت عدلي منصور، الذي كلف «الببلاوي» برئاسة أول حكومة في عهده، في حين أبقى الرئيس المنتخب عبدالفتاح السيسي، على المهندس إبراهيم محلب. محمد نجيب عين اللواء محمد نجيب، رئيسا لمصر، عقب إلغاء الملكية، وإعلان الجمهورية في 18 يونيو 1953، ونتيجة للحالة الثورية التي كانت تمر بها البلاد آنذاك، تولي رئاسة الحكومة، التي استمرت حتى 2 فبراير 1954. وتألفت الحكومة من 22 حقيبة وزارية، وكان أبزر أعضائها، جمال عبدالناصر، نائبًا لرئيس الجمهورية ووزيرًا للداخلية، صلاح سالم، وزيرًا للإرشاد القومى، عبداللطيف البغدادى، وزيرًا للحربية والبحرية. «عبدالناصر» أطاحت أزمة مارس 1954 والمظاهرات التي خرجت ضد الديمقراطية وعودة الأحزاب، بمحمد نجيب، ليحل محله الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، الذي تولى بجانب رئاسة الدولة، رئاسة أول حكومة تشكلت وفقًا لدستور 1956، خلال الفترة (29 يونيو 1956 وحتى 7 أكتوبر 1958). ضمت حكومة «عبدالناصر» 24 حقيبة وزارية، حيث تم استحداث عدد من الوزارات منها وزارة لشؤون بورسعيد عقب العدوان الثلاثي على مصر، ووزارة للإصلاح الزراعى، ووزارة الأشغال. محمود فوزي تولى الدكتور محمود فوزي، الملقب «أبوالدبلوماسية المصرية» أو «سندباد الدبلوماسية المصرية»، في 20 أكتوبر 1970، رئاسة أول حكومة في عهد الرئيس محمد أنور السادات. وضمت حكومة «فوزي» التي استمرت حتى 17 يناير 1972، نحو 28 حقيبة وزارية. فؤاد محي الدين عقب اغتيال «السادات»، تولى حسني مبارك، رئاسة الوزراء والقائم بأعمال رئيس الجمهورية، لمدة 3 أشهر لتسيير شؤون البلاد، واحتفظ بنفس تشكيلة الحكومة الأخيرة التي كان يترأسها السادات والتي كانت تضم 32 حقيبة وزارية. وعقب تولي «مبارك» رئاسة البلاد، كلف فؤاد محيى الدين بتشكيل الحكومة، التي ضمت نحو 30 وزيرًا، كان أبرزهم كمال الجنزوري، وزيرًا للتخطيط، وصفوت الشريف وزيرًا للإعلام، والمشير محمد عبدالحليم أبوغزالة، وزيرًا للدفاع. هشام قنديل كلف الرئيس المعزول، محمد مرسي، هشام قنديل بتشكيل الحكومة في يوليو 2012، وضمت نحو 36 حقيبة وزارية. رغم أن هذه الحكومة عمرها قصير، لم تستمر سوى عامًا فقط، إلا إنه أجري تعديلان وزريان عليها، فأجري الأول عقب 4 شهور على تشكيلها، وشمل تغيير10 وزراء، وجري التعديل الثاني قبل شهر من رحيلها، وضم تغيير تسعة وزراء، بينهم اثنان على الأقل من جماعة الإخوان المسلمين. حازم الببلاوي أدت حكومة حازم الببلاوي، اليمين الدستورية أمام الرئيس المؤقت عدلي منصور، 16 يوليو 2013، لتكون الحكومة الأولى لمصر عقب ثورة 30 يونيو والأولي في عهد «منصور»، واستمرت حتى 24 فبراير 2014. ضمت الحكومة نحو 35 حقيبة وزارية، ضمت 6 وزراء محسوبين على «جبهة الإنقاذ الوطني»، كالدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير التعاون الدولي، وحسام عيسى وزير التعليم العالي، والدكتور أحمد البرعي وزير التضامن الاجتماعي، وكمال أبوعيطة وزير القوى العاملة، ومنير فخري عبدالنور وزير الصناعة، وطاهر أبوزيد وزير الرياضة. كما أبقت على 5 وزراء محسوبين على حكومة «قنديل»، هم عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع آنذاك، ومحمد إبراهيم، وزير الداخلية، وأحمد إمام، وزير الكهرباء، وهشام زعزوع، وزير السياحة، وعاطف حلمي، وزير الاتصالات. إبراهيم محلب أبقى الرئيس عبدالفتاح السيسي، على المهندس إبراهيم محلب، ليكون رئيس أول حكومة في عهد «السيسي» والثالثة عقب 30 يونيو، غير أن التكشيلة النهائية لأعضاء الحكومة لم تعلن بعد. وأكد محلب في تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»: «التقيت عددًا كبيرًا جدا من المرشحين للوزارات، ولم يتم الاتفاق على الشكل النهائى، أو من سيبقى ومن سيرحل، وأنا أتعمد فرض السرية الشديدة على التشكيل الجديد». ومن ناحية أخرى، توقعت مصادر مسؤولة بمجلس الوزراء أن يطول التعديل الوزاري، الذي يجريه المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، نصف أعضاء حكومته الحالية، التي تصل إلى 31 وزيراً، ووصول عدد الوزراء الجدد إلى 15، مع الاتجاه لفصل بعض الوزارات.
