يأتي احتفال وزارة الآثار، السبت، تتويجًا للجهود التي بذلتها الوزارة بالتنسيق مع وزارة الخارجية والإنتربول المصري والدولي، في استعادة عدد من القطع الأثرية في الداخل والخارج لعل أهمها استرداد جميع الآثار التي سرقت من المتحف المصري إبان حالة الانفلات الأمني التي شهدتها الدولة منذ ثورة 25 يناير، حيث شهدت السنوات الثلاث الأخيرة تزايد ظاهرة سرقة الآثار وتهريبها. أنشأ المتحف المصري في بادئ الأمر بحديقة الأزبكية عام 1835، ثم نقل لقاعة العرض الثانية بقلعة صلاح الدين، إلى أن تم افتتاحه على شاطئ النيل ببولاق، ونتيجة لتعرض الآثار إلى الفيضانات تم نقله إلى ملحق خاص بقصر الخديو إسماعيل بالجيزة، إلى أن تم افتتاحه فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى، بميدان التحرير قلب العاصمة، ويضم أكثر من أكثر من 150 ألف قطعة آثرية، تعرض للنهب من قبل مجموعة من البلطجية يوم 28 يناير 2011، وتم سرقة نحو 54 قطعة آثرية تمكنت الحكومة مؤخرًا من استعادتها مرة أخرى. ولم يكن المتحف المصري الوحيد الذي تم الاعتداء عليه وسرقة بعض محتوياته، بل كانت هناك محاولات أخرى نالت من قدسية التاريخ المصري، من بينها متحف ملوى بالمنيا، الذي افتتحه الرئيس الراحل، جمال عبدالناصر، عام 1963، تعرض للاعتداء عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة، وتم سرقة 1050 قطعة أثرية من أصل 1089 قطعة، لكن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية بالتعاون مع شرطة السياحة والآثار بالمنيا، الأهالى الشرفاء، تمكنوا من استعادة تمثال ابنة إخناتون أهم قطعة أثرية المسروقة، و912 قطعة، نوفمبر الماضي. كما تمت سرقة لوحتين صغيرتين لحيوانات من العصر الفرعونى يتراوح حجميهما ما بين 10 و 15 سنتيمترا مربعا بمعبد الأقصر، أبريل 2014. وتعرض متحف جزيرة «الفنتين» الأثري، غرب النيل بأسوان، لسرقة 96 قطعة أثرية نادرة صغيرة الحجم، وترجع للعصور الفرعونية واليونانية والرومانية، والدولة الوسطى. كما تعرض متحف القنطرة شرق للسرقة، عقب حالة الانفلات الأمني التي شهدتها الدولة، ولحسن الحظ تمكنت وزارة الآثار من استعادة 307 قطع أثرية من أصل 845 قطعة مسروقة، بالإضافة إلى سرقة 231 قطعة أثرية من مخزن ميت رهينة بمحافظة الجيزة، تكمنت الدولة من استعادة 104 منها. ولم يسلم متحف الفن الإسلامي من الهجمات الإهابية التي تشهدها الدولة عقب 30 يونيو، حيث أدى انفجار مديرية أمن القاهرة، 24 أبريل الماضي، إلى تحطيم واجهات المتحف، وتعرض المتحف وما يحتويه من آثار إلى تدمير شبه كامل. لم تقتصر جهود الدولة في استرداد الآثار في الداخل، بل امتدت لمحاولة استرجاعها من الخارج، فتمكنت من استرداد 206 قطع من الدول المختلفة، كان آخرهما 3 قطع أثرية من ألمانيا و6 من بريطانيا.
