ربما يسرد ديفيد مويس سلسلة من الأعذار لتوضيح فشله في مانشستر يونايتد لكن في النهاية تسببت الاخطاء العديدة التي ارتكبها في اقالته بعد أقل من عشرة أشهر على تدريب بطل الدوري الانجليزي الممتاز لكرة القدم الموسم الماضي. وبعد اختياره عن طريق اليكس فيرجسون المدرب السابق، كان أول ما فعله مويس، هو ابعاد أفراد الجهاز الفني القديم والذين ساهموا في حقبة لا سابق لها من الالقاب في تاريخ النادي. وبدأ يونايتد بشكل جيد بعد فوزه 4-،1 على مضيفه سوانزي سيتي في افتتاح الدوري بعد تغلبه 2-صفر، على ويجان اثليتيك في مباراة الدرع الخيرية ثم استعان مويس بلاعب الوسط رايان جيجز كمساعد له عقب فترة التراجع التي عانى منها الفريق. وكانت أول صفقة كبيرة لمويس مع يونايتد هي التعاقد مع مروان فيلايني مقابل 27.4 مليون جنيه استرليني، لكن اللاعب البلجيكي طويل القامة لم يتمكن من التكيف في خط الوسط الذي كان بحاجة لصانع اللعب وليس فرد اخر في الدفاع. ومع المجيء بعد حقبة ناجحة تحت قيادة فيرجسون، ووجود تشكيلة في أمس الحاجة لتغييرات جذرية نال مويس مساندة مجلس الادارة وأغلب المشجعين في بداية العام الحالي رغم عدم تبقي أي فرصة حقيقة للخروج بلقب محلي. ونال يونايتد، ثلاث هزائم متتالية أمام توتنهام هوتسبير في الدوري وسوانزي في كأس الاتحاد الانجليزي وسندرلاند في كأس رابطة الأندية ليصبح يونايتد في مواجهة أسوأ موسم له خلال عقود لكن الخسارتين الثقيلتين للفريق على ملعبه أمام ليفربول ومانشستر سيتي في مارس الماضي جعلت الجماهير تنقلب ضده. ولم يشعر كثيرون بسعادة تجاه الطريقة الهادئة التي تعامل بها مويز مع الهزيمة 4-2، في مجموع المباراتين بدور الثمانية لدوري ابطال اوروبا أمام بايرن ميونيخ الالماني ثم جاءت الخسارة بهدفين دون رد يوم الأحد الماضي، أمام ناديه السابق ايفرتون لتضع نهاية مشواره مع النادي بعد تسعة أشهر و22 يومًا في منصبه. وبدت الثقة على وجه مويس، بعدما تولى المسؤولية خلفًا لفيرجسون لكنه سرعان ما ارتسم العبوس وعدم الارتياح وجهه بعدما اعترف أن المهمة كانت أصعب مما كان يتصور. وذكرت تقارير ان أساليبه التدريبية والطريقة الدفاعية لفريق اعتاد على الهجوم ساهمت في شعور بعض اللاعبين الكبار بالغربة داخل صفوف الفريق. وبسبب عدم التناغم في الاداء وسلسلة من النتائج المتواضعة بدا ان صبر مسؤولي النادي نفد قبل أربع جولات على نهاية الدوري. وجاءت الهزيمة أمام ايفرتون ليفقد مويس، مساندة أخر مجموعة متبقية من الجماهير المتحمسة والتي دافعت عنه عندما استأجر مشجعون اخرون طائرة كي تحمل لافتة مكتوب عليها «الشخص الخطأ.. ارحل يا مويس» خلال المباراة التي فاز فيها الفريق 4-1 على ضيفه استون فيلا. ويتمنى مشجعو يونايتد، الآن ان يتمكن المدرب القادم من ايقاف التراجع واعادة عملية تجديد أوصال الفريق الى الطريق الصحيح.
