يربي محمود محمد عادل طيور الحمام منذ عشرات السنين في مكان مخصص لذلك فوق سطح مسكنه بالقاهرة. ويقول «محمود» إن تربية الحمام وسيلة رائعة للتسلية وإبعاد الذهن عن ظروف الحياة اليومية ومشاكلها. ويحيط «محمود» طيوره الصغيرة فوق سطح المبنى الذي يسكن فيه بقدر كبير من الرعاية. وقال الرجل الذي يبلغ من العمر 65 عاما «فأنت بتربي الزغلول (طائر الحمام الصغير) دا كأن عندك بيبي (رضيع) صغير. بترعاه.. بتدي له الفيتامينات بتاعته.. بتغير له مكان المبيت بتاعه.. زي ما أنت الطفل بتلبسه حفاضات (بالانجليزية) وبتحميه.. فأنت بتغير له الطاجن بتاعه وتحط له رملة جديدة وتعتني به. فطبعا دا بيطلعك من الحالة المزاجية (بالإنجليزية) بتاع الحياة اللي أنت عايش فيها تمامًا.. مشاكل عمل.. مشاكل دولة.. أنت بتعيش الثلاث.. أربع ساعات دول في عالم آخر». ويربي محمود أنواعا مختلفة من الحمام الذي صار خبيرا بفصائله ومواصفات كل منها. وقال «يندرج هو تحت مواصفات الحمام بتاع الزينة لأن شكله وألوانه ومواصفات الجمال بتاعته عالية جدا.. حتى الشكل (بالانجليزية) بتاع جسمه مختلف.. حمامة رفيعة وتميل إلى الطول وتمتاز بألوانها المختلفة وتناسق الألوان بتاعتها.. وجمال الحمامة الغزار دائما في ألوانها وفي مواصفاتها.. في الدماغ بتاعتها.. لازم تكون دماغها دائرة (مستديرة) ولازم يكون منقارها متناسق مع وشها (وجهها) سواء كان صافي أو أبلق.. الأبلق يختلف عن الصافي في أن منقاره محدوف لقدام بس فيه قنطرة خفيفة. وبعدين بتمتاز الحمامة الغزار دي بأن كل لون أو كل نوع من أنواع الحمامة دي لها لون عين مخصوص». ويقول «محمود» إنه لا يلقي بالا إلى القيمة المادية لسرب الحمام الذي يقتنيه ولا يفكر مطلقا في بيعه. وذكر الرجل أنه يخشى انقراض هواية تربية الحمام في مصر. وكانت مصر قد سجلت قبل نحو خمس سنوات أكبر عدد من حالات والوفاة بفيروس إنفلونزا الطيور خارج آسيا. ونفذت السلطات المصرية حينذاك حملة واسعة النطاق لإعدام ملايين الطيور الداجنة خصوصاالتي كانت تربى في المنازل. ودعا محمود إلى اتخاذ إجراءات للحفاظ على حمام الغزار الذي قال إن ما من مثيل له في العالم. وأضاف: «الحمام دا مش موجود في العالم كله ودي ثروة قومية. أبيد ثلاثة أرباعها في إنفلونزا الطيور لأن احنا لا نعلم قيمة الطائر دا اللي هو موطنه مصر. للأسف احنا حضارتنا سبعة آلاف سنة وربنا ثبت لنا الأهرام عشان ما تتشالش.. أما لو كان بيتشال وسهل نقله كان زمانه اتباد (أبيد).. لكن صعوبة نقله والأحجار ضخمة وثقيلة فثبت مكانه وظل شامخا. أما الحمامة ضعيفة.. واللي بيقاومها أولاد بلادها.. بيبيدوها.. بعنف». وكانت هواية تربية الحمام منتشرة بين أبناء الطبقة المتوسطة في مصر على مر العصور.