ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، في تقرير لمراسلتها بالقاهرة، أورلا جورين، السبت، أنها جمعت شهادات تفيد بأن المعتقلين يتعرضون، على يد قوات الأمن في مصر، للضرب الوحشي، والاعتداء الجنسي، والصعق بالصدمات الكهربائية، بمن فيهم الأطفال والمراهقين. وقالت «بي بي سي» إن التعذيب أصبح «ممنهج» في مراكز الشرطة والسجون في مصر، موضحة أن العديد من أولئك الذين خرجوا من الاحتجاز خائفون جدا من الكلام، لكنهم تعقبوا المعتقلين الآخرين الذين قدموا شهادات مفصلة وذات مصداقية حول مجموعة من الانتهاكات الشديدة. وأشارت إلى أنه لا يمكن التحقق من شهاداتهم بشكل مستقل، ولكنها تتفق مع تقارير لجماعات حقوق الإنسان، التي تفيد بأن هناك تفشي للمعاملة الوحشية وللتعذيب في الاحتجاز. وأوضح التقرير أنه يقدر عدد المعتقلين منذ عزل محمد مرسي، الرئيس السابق، إلى 20 ألف معتقلا، مشيرة إلى أن هذا العدد آخذ في الازدياد، لكن الأسوأ هو ظهور ادعاءات خطيرة للتعذيب داخل مراكز الشرطة والسجون، الأمر الذي نفته الحكومة المصرية. ونقل التقرير عن أحمد عبد الفتاح، 15 عاما، زعمه بأنه تعرض للصعق بالكهرباء عدة مرات في أماكن حساسة، والعمود الفقري، والذراع، وقال: «عندما كانوا يصعقونني كنت أسقط مغشيا علي، ولا أستطيع الوقوف، وكانوا يضربونني أيضا، وفي بعض الأحيان يرشون علي الماء لزيادة قوة الصعق». وأضاف «عبد الفتاح» أن السلطات اعتقلته في، 24 يناير الماضي، عندما كان يصور بهاتفه إحدى مسيرات جماعة الإخوان المسلمين، على مقربة من منزله بمحافظة الشرقية. وقال ياسين محمد، 19 عاما، أحد النشطاء الداعيين للديموقراطية، الذي احتجزته السلطات لمدة 24 يوما، إن «قوات الأمن أوصلت الأسلاك الكهربائية بجسدي، بعد نزع ملابسي، وكنت أصرخ عاليا»، مضيفا أن «الكثيرين غيره تعرضوا للصعق بالكهرباء، والضرب، وايضا الاعتداء الجنسي». واعترفت آيات حمادة، طالبة تبلغ من العمر 19 عاما، بأنها «هددت بالاغتصاب، وتعرضت للاعتداء الجنسي، أثناء اعتقالها»، وهو ماوصفه التقرير بأنه «اعتراف نادر من إمرأة في هذا المجتمع المحافظ». ونقل التقرير عن نيكولاس بياتشود من منظمة العفو الدولية، قوله: «السلطات في مصر لا تأخذ على محمل الجد أنباء التعذيب، ومعظم هذه الجرائم تمر دون عقاب».