ماذا يريد الشعب من الحكومة الجديدة؟.. وماذا تريد الحكومة الجديدة منه؟.. من المنطقى أن تكون للحكومة طلبات، كما أن للشعب طلبات ملحّة.. هل ينتظر الشعب من الحكومة أن تقدم له الحليب؟.. هل يريدونها «حكومة تحلب» لا «حكومة محلب»؟.. كيف توازن الحكومة بين طلبات هنا وأخرى هناك؟.. هل ينجح «محلب» فيما أخفق فيه الببلاوى؟.. أم أن التغيير هدفه امتصاص الغضب فقط؟! بالتأكيد لاحظتم الفارق بين استقبال الرأى العام لقدوم محلب ومغادرة الببلاوى.. هذا الفارق هو ما يفسر الروح التى سوف تعمل بها الحكومة الجديدة.. رجل يحظى بشعبية كبيرة.. لم تصنعها آلة الإعلام.. صنعها عمله على الأرض.. منذ كان رئيساً لشركة «المقاولون العرب»، وحتى أصبح وزيراً للإسكان.. يعمل بروح القتال.. يعرف أن مصر فى حالة حرب.. يعنى أن الثورة بدأت مرحلة الاستقرار والانطلاق! توقعت صعود نجم «محلب» منذ شهور.. توقعته رئيساً للوزراء.. رأيته واحداً من البنائين العظام.. كتبت مقالاً فى «المصرى اليوم» عنوانه «حتى تأتى حكومة محلب».. كان ذلك بداية شهر نوفمبر الماضى.. أدركت أن محلب سيكون رئيساً للوزراء، بينما يكون السيسى رئيساً للجمهورية.. تصبح مصر شابة.. تودع حكومة العواجيز.. تنطلق نحو المستقبل.. تنتج رغيفها، وتوفر العدالة الاجتماعية للغلابة! حين كتبت المقال لم أكن منحازاً للوزير محلب.. لم تكن لى به أدنى علاقة.. لا أسير فى ركاب المسؤولين.. وجدته يعمل بروح الثورة.. كان الببلاوى أقل من رئيس وزراء ثورة.. كتبت بالحرف «أخشى أن يشعر الشباب بالإحباط.. لا عمل ولا أمل.. ربما ننتظر حتى تأتى حكومة إبراهيم محلب».. قلت أيضاً «ربما يكون لديه حل.. ربما يأخذ الشباب ويذهب بهم إلى الصحراء.. نحتاج لمن يفجّر لدينا الأمل فعلاً»! الآن أقول: لا يستطيع أى حاكم أن يفعل شيئاً ما لم يكن الشعب معه.. يدفع العرق والدموع.. لا محلب ولا السيسى.. الأصل أن يتحرك الشعب.. أن تتوقف الاحتجاجات الفئوية.. أن ينهض الشعب من نومه.. لا ينتظر حكومة يحلبها.. ولا ينتظر حكومة تحلبه، وتفرض عليه الضرائب.. المطلوب شعب يتحرك.. يعمل بروح الثورة.. يرى نفسه جندياً لخدمة الوطن.. لا أن يمارس الاحتجاج فقط على «فيس بوك»! بعض الأصوات رددت أن «محلب» كان صديق جمال مبارك.. كان فى أمانة السياسات.. يعنى أنه رئيس وزراء فلول.. يعنى أنه من رموز النظام البائد.. الغريب أنهم صفقوا له وزيراً، وأنكروه رئيساً للوزراء.. أحكى لكم قصة حكمدار الإذاعة بعد ثورة يوليو 52.. منع الحكمدار صوت أم كلثوم بدعوى أنها من النظام البائد.. اكتشف عبدالناصر الكارثة.. قال له ساخراً: عليك أن تذهب غداً لهدم الأهرامات(!) يعرف «محلب» أنه يواجه أخطر ملفين: الأول هو الأمن.. الثانى هو العدالة الاجتماعية.. يعرف حجم التحديات التى تواجهه.. يراهن على وطنية المصريين وقدرتهم على الصبر.. المصريون فى الوقت نفسه ينتظرون حكومة توفر لهم رغيف خبز، وكوب حليب.. فهل هى مصادفة، أن تكون «حكومة محلب».. لا «حكومة تحلب»؟!