مع الساعات الأولى من صباح الاثنين، بدأ فريق البحث الجنائى جمع الأدلة من موقع الحادث، ومعاينة الأتوبيس فى محاولة للوصول إلى دليل يحدد هوية الانتحارى منفذ التفجير. وبعد معاينة استمرت ما يقرب من 4 ساعات أمس، ومعاينة أخرى استمرت 4 ساعات أمس الأول، بعد التفجير مباشرة، توصل فريق البحث إلى أن الواقعة نفذها انتحارى بعبوة ناسفة بدائية الصنع، كما تبين أن الانتحارى استغل توقف الأتوبيس بالقرب من منفذ طابا البرى، وأثناء استعداد الركاب للنزول لعبور المنفذ واستكمال رحلتهم إلى القدس صعد إلى الأتوبيس وفجر العبوة التى أدت إلى احتراق الأتوبيس بعد اشتعال النيران به. وكشفت المعاينة عن أن آثار القنبلة ظهرت بوضوح على جانب واحد من الأتوبيس، حيث يوجد باب الصعود والنزول، بينما الجانب الآخر لم يصله إلا بعض النيران فقط، وهو ما يدل على أن العبوة كانت بدائية الصنع، ولم تكن تحتوى على كميات كبيرة من المواد المتفجرة، خاصة أن المحال السياحية القريبة من موقع الجريمة لم تتأثر بالتفجير، فضلاً عن أنها كانت تحتوى على بعض القطع المعدنية و«البلى» اخترقت حطام الأتوبيس وهى إحدى الطرق السهلة لتصنيع العبوات الناسفة. ورجَّح فريق البحث أن يكون منفذ التفجير ذا صلة بالجماعات التكفيرية والجهادية الموجودة بشمال السيناء، لأن مكونات العبوة الناسفة التى استخدمها هى نفس مكونات العبوات التى تستخدم فى استهداف حافلات المجندين والضباط بالعريش والشيخ زويد. وقال مصدر أمنى من فريق البحث ل«المصرى اليوم»: الغريب فى هذه الواقعة أن انتحارياً هو من نفذ التفجير، دون اللجوء لزرع العبوة بالطريق أو فى الأتوبيس، وهو ما يعد تطوراً نوعياً فى خطط الحركات الجهادية فى سيناء. فى الوقت نفسه، أثبتت المعاينة صحة أقوال المصابين من السائحين الذين أكدوا أن الشاب الانتحارى حاول الصعود إلى الأتوبيس إلا أن المرشد الكورى المقيم بطابا ويعمل بأحد المطاعم الكورية، والذى كان يرافقهم لتسهيل إجراءات التصاريح لدخول القدس، هو من حاول منعه، وعندما رفض صعوده إلى الأتوبيس فجر الانتحارى العبوة وهو على الدرجة الأولى من سلم الصعود بباب الأتوبيس. وأكد المصابون لضباط المباحث أن الانتحارى لم ينتظر طويلاً داخل الأتوبيس حتى ينفذ جريمته، وأنه كان يحاول الوصول إلى منتصفه إلا أن تعامل المرشد معه أدى إلى تنفيذه العملية على باب الأتوبيس. وتبين من المعاينة أن العبوة أحدثت حفرة بأرضية الأتوبيس من الجهة الأمامية، وهو ما يؤكد تمركز الانفجار بالقرب من باب الصعود. وحاول فريق المعمل الجنائى العثور على أى دليل من بين أشلاء الضحايا أو الملابس التى مازالت موجودة بمكان الواقعة للوصول إلى أى دليل يكشف عن هوية منفذ التفجير.
