شن الطيران الحربي الإسرائيلي، الأربعاء، سلسلة غارات على قطاع غزة دون أن تسفر عن وقوع إصابات، رداً على إطلاق صواريخ وقذائف على جنوب إسرائيل، بينما أكدت كل من حركة حماس في غزة، ومنظمة التحرير في الضفة دعمهما لتثبيت التهدئة مع إسرائيل، بينما زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الفلسطينيين يقومون بكل ما في وسعهم لتجنب السلام. واستهدفت الغارات موقعاً للأمن الوطني التابع لحكومة حماس المقالة في حي الزيتون جنوب شرق غزة، ما ألحق دماراً كبيراً بالموقع دون إصابات، واستهدفت غارة أخرى موقعاً خالياً تابعاً لكتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، جنوب قطاع غزة، دون أن يسفر عن وقوع إصابات، بينما استهدفت الغارة الثالثة موقعاً للشرطة البحرية التابعة لحكومة حماس قرب مخيم النصيرات وسط القطاع، واستهدفت غارة أخرى موقعاً لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد غربي خان يونس، وتواصل طائرات الاحتلال تحليقها في أجواء قطاع غزة، وقصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية مناطق على ساحل القطاع. وقالت متحدثة باسم جيش الاحتلال، إن سلاح الجو شن غارات استهدفت مواقع لحماس تمت إصابتها، مؤكدة أن إسرائيل تعتبر حركة حماس التي تسيطر على القطاع «المسؤولة الوحيدة عن القصف الصاروخي تجاه إسرائيل حتى وإن لم تتبن مسؤوليته». جاء ذلك بعد أن طالبت حكومة حماس الفصائل الفلسطينية باحترام التهدئة الميدانية المتوافق عليها، وقالت إنها ستقوم بدورها في تعزيز التوافق الوطني وإلزام الجميع بها، كما أكدت منظمة التحرير دعمها لتثبيت التهدئة بين فصائل غزة وإسرائيل مطالبة بعدم إعطاء الذرائع لإسرائيل لتوسيع عدوانها على القطاع، بينما حذر وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من أن «إسرائيل سترد بكل قوة على أية محاولات لإحداث توتر مع الحدود مع قطاع غزة وسيُعاني الجانب الفلسطيني حال استمروا في إحداث توترات»، وحذر باراك، الفصائل الفلسطينية من مخاطر «اختبار قدرات» الجيش الإسرائيلي. وحذر قائد منطقة المركز، في الجبهة الداخلية العقيد «آدم زوسمان»، من أن قصف تل أبيب بالصواريخ قائم في أي سيناريو للحرب القادمة مع حماس وحزب الله وسوريا، مشيراً إلى أن الصواريخ ستكون أكبر عدداً من الصواريخ التي أطلقت من العراق في حرب الخليج الأولى (1991)، وأكثر دقة وأشد فتكاً، موضحا أن سيناريو المواجهة القادمة يتناول حرباً تكون فيها إسرائيل في مواجهة سوريا وحماس وحزب الله، ولا يشتمل هجمات إيرانية محتملة. على صعيد متصل، حمل نتنياهو، الفلسطينيين مسؤولية فشل المفاوضات وقال إنهم «يقومون بكل ما بوسعهم لتحاشي السلام، وأنهم يبتعدون عن السلام لأنهم يبتعدون عن المفاوضات»، وقال «إذا كانوا مستعدين للتفاوض فسيجدونني مستعد وقادرعلى التوصل إلى سلام تاريخي»، وجدد رئيس نتنياهو تأكيده على أن الولاياتالمتحدة تراجعت بنفسها، عن مطالبة الإسرائيليين بتجميد الاستيطان. وفي القدسالمحتلة استأنفت جرافات الاحتلال هدم فندق شبرد بحي الشيخ جراح بينما هدمت قوات الاحتلال 17منزلاً تأوي 300 نسمة من البدو في منطقة «الدقيقة» جنوب مدينة الخليل، وأكد موشيه يعالون، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن الفترة المقبلة ستشهد حركة توسيع استيطاني«ضخمة» في أكبر 3 مستوطنات بالضفة والقدس. على صعيد أخر،أعلنت حركة حماس رفضها تعاقد السلطة الفلسطينية مع شركة بلاك ووتر الأمريكية للأمن في الضفة، لأن ذلك يعد «استهتارا بأمن وكرامة الشعب الفلسطيني»، معتبرة أن هذا القرار خطوة مشبوهة تسعى لحماية الاحتلال وأجهزة السلطة الفلسطينية واستهدافاً للمقاومة. وأضافت الحركة في بيان لقيادتها من دمشق «إننا نؤكد أن أرضنا الفلسطينية ليست ساحة لمجرمي تلك الشركة سيئة السمعة من المرتزقة الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية في العراق وأفغانستان، وقتلوا مئات المدنيين الأبرياء»، وطالب البيان القيادة الفلسطينية بمراجعة القرار قبل فوات الأوان.
