بدأ مجموعة من نجوم كرة القدم الكبار قيادة حملة لإسقاط السويسرى جوزيف بلاتر، رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم «فيفا» من منصبه، بسبب الأزمات الكبيرة التى عانت منها الهيئة الحاكمة لكرة القدم فى العالم خلال الفترة الأخيرة، واتهامات الرشوة والفساد التى ثبتت على أعضاء الاتحاد الدولى، فضلاً عن الاتهامات التى طالت فيفا عقب اختياره كلا من روسيا وقطر لتنظيم كأس العالم 2018 و2022. كان «أولى هونيس»، رئيس نادى بايرن ميونيخ نجم كرة القدم الألمانية السابق، قد طالب فى حوار مع صحيفة «بيلد» الألمانية بضرورة أن يكون الشخص المسؤول عن كرة القدم فى العالم من إحدى الدول المسيطرة على كرة القدم فى العالم، سواء كانت إسبانيا أو إنجلترا أو ألمانيا أو فرنسا، وقال: لقد حان الوقت للاتحادات الكروية فى البلدان العظمى باللعبة لتنظيف كرة القدم من الفضائح التى طالتها مؤخرًا، ويعمل عدد من نجوم كرة القدم القدامى فى الوقت الحالى على تلك الخطوة. وأضاف رئيس بايرن ميونيخ: بلاتر فقد السيطرة على «فيفا»، وأعضاء مجلس الإدارة بالكامل وأصبح من السهل الحصول على العمولات من تحت الترابيزة، وبدأت الفضائح تتكشف أمام الرأى العام واحدة تلو الأخرى، ولا أعرف كيف تدار الأمور هناك، إنه يدمر كرة القدم وعليه تصليح صورته أمام الرأى العام، خصوصًا بعد اختيارات اللجنة التنفيذية منظمى مونديالى 2018 و2022 حيث تعتبر فضيحة بكل المقاييس. وطالب هونيس، بضرورة اعتماد الشفافية نظامًا للتعامل داخل «فيفا» خلال الفترة المتبقية فى ولاية بلاتر، لتجميل صورة كرة القدم فى العالم. يذكر أن الحكومة السويسرية قد أعلنت عن رغبتها فى وضع «فيفا» ضمن المؤسسات التى تشرف عليها هيئة مكافحة الفساد السويسرية، بعد اكتشاف أكثر من حالة فساد، مما دفع بلاتر للإعلان عن عزمه تشكيل لجنة جديدة يكون أفرادها من خارج مجلس إدارة فيفا لمراقبة المسؤولين والحد من انتشار الفساد. يأتى تصريح بلاتر محاولة لتجميل صورته أمام الرأى العام، وجزءا من حملته الانتخابية التى بدأها لإعادة انتخابه رئيسًا للاتحاد الدولى لكرة القدم فى الانتخابات المقررة خلال شهر مايو من العام الحالى. من جهة أخرى، كشف بلاتر فى تصريحاته للموقع الرسمى ل«فيفا» عن نيته إدخال بعض التغييرات فى نظام بطولة كأس العالم 2014 لرفع مستوى اللعبة بعد الأداء الباهت الذى خرجت به كأس العالم الأخيرة فى جنوب أفريقيا، وقال بلاتر: النظام الحالى يقضى بحصول الفائز على ثلاث نقاط، ونقطة لكل فريق فى حالة التعادل، ولكن يمكننا إعادة النظر فى هذه الجزئية خلال مونديال البرازيل المقبل. وأعلن بلاتر إمكانية عودة العمل بقاعدة الهدف الذهبى، التى تم إلغاؤها بعد اعتراض الكثير من عناصر اللعبة عليها، وأكد: هناك بعض المعارضين للقاعدة، ولكن هناك مؤيدين يجب وضع رأيهم فى الاعتبار. وكشف بلاتر عن تحويل العديد من الأمور للجنة الفنية فى الاتحاد لدراستها بعد الانتقادات التى واجهها المستوى العام لمونديال جنوب أفريقيا، والقدرات التنافسية بين الفرق المشاركة فى البطولة. وأكد رئيس الاتحاد الدولى أن بطولات الدورى المحلية الكبيرة فى العالم يجب أن تقلص عدد الفرق المشاركة فيها. وقال بلاتر: أرى، ويتفق معى فى ذلك الفرنسى ميشيل بلاتينى، رئيس الاتحاد الأوروبى للعبة «ويفا»، أن هذه البطولات طويلة للغاية لأنها تضم العديد من الفرق والعديد من المباريات.. بطولة الدورى التى يشارك فيها 20 فريقًا تتضمن 38 جولة بخلاف مباريات الكأس المحلية وكأس روابط الدورى وغيرها، هناك تعارض للمصالح بين المنتخبات والأندية. ويرى بلاتر أن الأندية، التى تعرب عن شكواها من الإصابات التى يتعرض لها اللاعبون خلال مشاركاتهم مع منتخبات بلادهم، عليها أن تبدأ بنفسها، فالبعض يشتكى من تعرض اللاعبين للإجهاد أو الإصابات، لا يحدث هذا بسبب جدول المباريات الدولية. وأكد بلاتر أيضًا أن بطولات كأس العالم التالية، بداية من مونديال 2014 بالبرازيل، ستعتمد على حكام محترفين بعدما أصبح ذلك ضرورة نتيجة الانتقادات العديدة التى وجهت للحكام فى بطولة كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا. وأوضح بلاتر: «المدربون محترفون واللاعبون محترفون، وما من سبب يمنع أن يكون الحكام من المحترفين أيضًا، وإذا قال أحد إنه لا يوجد المال الكافى لدفع مستحقات الحكام، فسأرد عليه بأن المال يتوافر بشكل كاف فى بطولات الدورى للمحترفين».
