التعليم الوسطى هو مفهوم ننطلق من خلاله من أجل تعزير قيم الوسطية الدينية حتى نضع أسس أخلاقية تتبنى ثقافة التسامح و الحب وتنبذ ثقافة العنف و الكراهية حتى ينتج لنا مواطنا مصريا لا يتورط فى فكر متطرف يحمله على إعتناق مفاهيم العنف الدينى والتعصب الأعمى دون وعى منه بعواقب الأمور ويجب أن يكون التعليم مبنيا على قيم تدعم حرية الفكر والإبداع وتمكن الإنسان من النقد البناء الذى تجعله يستطيع تبنى رأيا معتدلا عندما تعرض له قضية من القضايا تمكنه من أن يميز بين الخبيث والطيب وتجعل له فكر مستنير ليقدم لمجتمعه آراء تحل مشاكله ويرفض الآراء الهدامة التى تفد إليه من الغرب أو من الشرق تعليم يمكن الفرد من أن يميز بين الشائعة و الحقيقة المؤكدة التى تجعله يبنى قرارا سليما وحتى لا تجره الشائعة نحو تدمير أمته وإستقرار وطنه فالفرق يجب ان يكون واضحا فالشائعة مجهولة المصدر والهوية فيتلقفها الناس ثم يحيطونها بسياج من الأكاذيب والأراجيف ومن كثرت تداولها يصل بنا الحد إلى أن تتحول إلى حقيقة مؤكدة وهنا مكمن الخطر لاننا سنواجه بكارثة لو أن جموع عريضة من الناس تحركوا نتيجة تلك الشائعة فى إتجاهات يمكن أن تضر بالمصلحة العليا للوطن على الرغم أن نقطة بداية الشائعة من مصدر مجهول الهوية ولكن نحن نعيش فى بيئة تزدهر فيها الشائعات للآسف لان التفكير الخرافى و الاسطورى ما زال يسيطر على الكثير من العقول نتيجة تعليم لم يوفر الحد الأدنى من التفكير العقلانى المبنى على أساس التحقق من هوية أى مقولة تساق أمامنا من حيث مصداقيتها و توثيقها تعليم يتبنى قيمة المساواة و العدالة وتكافؤ الفرص لتصبح ثقافة المجتمع مبنية على هذا الأساس فعندما يعلم أفراد المجتمع أنهم يتمتعون بنفس الحصانة التى يتمتع بها اصحاب المراكز العليا فى الدولة و أن معيار الكفاءة هو المعيار الوحيد الذى يمكن الفرد من أن يتميز داخل المجتمع ويحصل على فرصته العادلة فنحن نتبنى تعليما عادلا مما يسمح لافراد المجتمع أن يبدعوا ويبتكروا فى دولة تتبنى هذا الفكر التعليمى الراقى فلا يكون هناك مجال للفكر الإرهابى أن ينمو أو التعصب الضيق لأسباب تافهة أن يزدهر تعليم يعلى قيمة العلم والعلماء ويهتم بالبحث العلمى الذى يعالج مشاكل المجتمع الملحة التى تواجهنا بحيث لا ينفصل طالب العلم عن المجتمع الذى يعيش فيه ولكن ينخرط فيه ويحاول جاهدا أن يتعرف على مشاكله ويحاول أن يجد حلولا علمية تقضى على هذه المشاكل من أساسها من هنا يشعر الناس بقيمة التعليم لانه يساعدهم على الإرتقاء بحياتهم و أن من ينخرطون فى المجال العلمى تزدهر معيشتهم و حياتهم إلى الأفضل تعليم يعطى للقراءة و المعرفة أهمية قصوى بحيث لا ينغلق طالب العلم فى حدود منهج معين أو مجموعة من الكتب ينكب عليها ليحفظها ويتخلص منها بمجرد الإنتهاء من الإمتحان ولكن يشجعه على القراءة المتصلة و توسيع تلك الدائرة لينهل من المعرفة التى لا حدود لها ويقرأ كل الأفكار و يبحث عن الثراء والتنوع من القراءة ليبنى فلسفته الخاصة عن الحياة و منظوره الذى يمكنه من قبول الآخر و النقد الذى يمكن أن يوجه لرأيه وكيفية احترام ذلك النقد ؟ ليكون أدب التنوع فى الآراء هو عنوان حياته التى يحيا بها و يعيش عليها أن بداية الحرب على الإرهاب لا تأتى من خلال المواجهات الامنية للارهابيين ولكنها تأتى فى المقام الاول من خلال بناء منظومة تعليمية متطورة لها رؤية استراتيجية تحمى ابناء الوطن من بث قيم التطرف و الارهاب بل تزرع فيهم قيم ايجابية وسلوكيات حضارية تخلق مجتمعا راقيا لا وقت فيه للتفكير المنغلق ولكن يكرس كل وقته من أجل العلم و العمل لبناء مستقبل أفضل للبلاد تزدهر فيه مبادئ التفكير الخلاق المبدع و نحيا من خلاله حياة آمنة ومستقرة