واصلت فرق الإطفاء الإسرائيلية بمساعدة فرق دولية، السبت، جهودها للسيطرة على حرائق الغابات التى اندلعت مساء الخميس الماضى فى منطقة الكرمل. وفى الوقت الذى فشلت فيه فرق الإطفاء فى وقف امتداد الحرائق إلى مناطق مجاورة، نجحت اسرائيل فى الاستفادة من تلك الحرائق لتهدئة «نيران الغضب» التى أشعلتها سياسات الدولة العبرية مع عدة دول. وكسر رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو جمود العلاقات مع رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان من خلال مكالمة هاتفية قدمت خلالها الدولة العبرية الشكر لأنقرة على إرسال طائرتى إطفاء للمساعدة فى السيطرة على حرائق الغابات. كان هذا الحديث الأول بين نتنياهو وأردوجان منذ تولى نتنياهو مهام منصبه فى مارس عام 2009. وتعكر صفو العلاقات بين البلدين بعدما انتقد أردوجان الحرب التى شنتها إسرائيل على قطاع غزة فى نهاية ديسمبر 2008، واشتعل الغضب التركى بعدما قتل جنود إسرائيليون 9 ناشطين أتراك أثناء اعتراض القوات الإسرائيلية لقافلة مساعدات متجهة إلى القطاع فى مايو الماضى. وقال نتنياهو: «أبلغت أردوجان بأننا نقدر الجهود الكبيرة فى هذا الوقت، وأنا متأكد أن هذا سيكون مدخلا لتحسين العلاقات بين بلدينا». وقال أردوجان فى بيان رئاسى إنه قدم التعازى لسقوط قتلى فى الحرائق، وأضاف: «فى مواجهة هذه الكارثة كان واجبا إنسانيا وإسلاميا علينا أن نقدم العون». ونقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن أردوجان قوله إن تركيا لن تعيد العلاقات كاملة قبل وفاء إسرائيل بمطالب أنقرة بالاعتذار وتقديم تعويضات لضحايا القافلة البحرية التى كانت متجهة لغزة. وفى الوقت نفسه، أعرب الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبومازن) عن تضامنه وأسفه لخسائر حريق جبل الكرمل، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا). وذكرت الوكالة أن عباس «بعث برقية إلى الرئيس الإسرائيلى، شيمون بيريز أعرب فيها عن تضامنه وأسفه للخسائر البشرية والمادية التى نتجت عن الحريق». وأضافت أن عباس «أعرب عن استعداد السلطة الوطنية الفلسطينية لوضع إمكانياتها للمساهمة فى أى مساعدة مطلوبة، ونقل تعازيه لأسر الضحايا». وكان مدير الدفاع المدنى الفلسطينى العميد احمد رزق صرح بأن المطافئ الفلسطينية شاركت الخميس والجمعة فى جهود إطفاء حرائق جبل الكرمل داخل إسرائيل. وأطلقت إسرائيل مناشدة دولية من أجل المساعدة بعد ساعات فقط من اندلاع الحريق حين اتضح أن خدمات الإطفاء لديها لن تتمكن من التعامل مع الوضع. واستجابت 16 دولة على الأقل للنداء. وقال نتنياهو بعد اجتماع لحكومته: «أعتقد أن هذا يرمز لاستجابة لم يسبق لها مثيل لطلبنا المساعدة الدولية». وفى تصريح لتليفزيون «رويترز»، وجه نتنياهو الشكر لمن «يقفون كتفا بكتف» ويظهرون «التضامن مع إسرائيل». وقال نتنياهو للأردن ومصر جارتى إسرائيل اللتين أبرمتا معها اتفاقيتى سلام: «نحن نشعر بامتنان عميق». وأعلنت الولاياتالمتحدة أنها أرسلت إلى إسرائيل 45 طنا من المواد المعدة لمكافحة النيران، فى حين اتصل الرئيس باراك أوباما برئيس الوزراء الإسرائيلى لتقديم تعازيه، رغم توتر العلاقات بينهما بسبب رفض إسرائيل الدعوات الأمريكية التى تطالبها بتعليق الاستيطان. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون أن المنظمة الدولية «ستواصل الوقوف جاهزة لمساعدة دولة إسرائيل بكل طريقة تتسنى لها فى تعبئة مزيد من الدعم من الدول الأعضاء بما فى ذلك إعادة تأهيل المناطق المتأثرة». وأسفرت الحرائق، التى أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنها نتيجة إهمال وليست متعمدة، عن وفاة 43 شخصا وتدمير أكثر من 8500 فدان من الأراضى الجافة والتهام أكثر من 4 ملايين شجرة، كما أجبرت 17 ألف شخص على الفرار من منازلهم.
