راح صوتي والجميع من حولى مندهشون لأنى أصبحت أستخدم لغة الأشارة ليس لأسباب مرضية وليس من كثرة الصراخ فالمعروف عنى أنى من أصحاب الطبع الهادئ ، بالتاكيد أتحدث عن ما دار بالانتخابات البرلمانية المنقضية فعلى مدار عامين قبل يوم التصويت.. ظلت منظمات المجتمع المدنى تطلق حملاتها لتشجيع الناخبين على التمسك بحقهم السياسى وتفعيله وخرجت علينا العديد من الأفكار الجيدة المحفزة والمبشرة بالأمل. وانا بصفتى مواطن مصرى "عندى دم" تأثرت كثيراً بهذه الحملات ليس فقط لدرجة أننى قررت أن أذهب يوم التصويت وأمنح صوتى لمن يستحق بل أمتد هذا التأثير إلى أن أصبحت واحداً من المروجين لهذه الحملات وصرت أنقل مضمونها لكل من حولى وحاولت تغيير ثقافة الكثيرين حتى سائقى التاكسى كنت أتحدث معهم عن حال البلد وأننا قادرون على تغيره فى خمس دقائق فقط إذا ذهبنا جميعاً ومنحنا صوتنا لمن يستحقه . إلا أن درجة إيمانى بضرورة المشاركة أهتزت حينما عاد الدكتور البرادعى وبدأ يتدخل فى الشأن السياسى للبلاد ويجتمع بأحزاب المعارضة وتبنى فكرة مقاطعة الانتخابات البرلمانية ووصفها بأنها ستكون مسلسلاً هزلياً مليئاً بالتجاوزات . إلا أننى كنت أرى أن هذه سلبية سياسية وضعف من الأحزاب وعدم قدرة على التمثيل السياسى راجع إلى أنخفاض شعبيتهم وقررت إلا أرتد عن قرارى السابق الذى أستطاعت حملات التحفيز أن تصلنى إليه وهو أن أخرج من بيتى فى صباح يوم التصويت المنتظر أحمل بيدى بطاقتى الانتخابية وقلم وبالفعل ففى صباح يوم 28/11/2010 وقبل ذهابى إلى العمل خرجت من منزلى متجهاً إلى المقر الانتخابى ووجدت حالة من الهدوء فالجميع يساعدنى كى أجد اللجنة التى سأدلى بصوتى بها ويبحثون فى الكشوفات ويحاولون إرشادي إلى اللجنة بصورة كنت لا أتوقعها. وتوجهت بعد ذلك إلى عملى وقلبى مملتئً بالفخر لأنى شاركت وكنت أيجابياً وأخذت أتابع المواقع الأخبارية لأرصد ما يحدث على مدار اليوم، وبعد مرور ساعات قليلة من يوم التصويت بدأت تسود الأخبار فجميع المواقع تنشر صور وأخبار عن حالات تزوير وأعتداءات وأنتهاكات غير عادية للدستور ليس ذلك فقط بل أنتهاكات للقوانين الإنسانية إلا أن كل ذلك لم يشكك فى أيمانى بنجاح من منحتهم صوتى لأنهم شرفاء وأيمانى بأن الحق أقوى من التزوير. إلا أنه ومع أعلان النتائج الأولية والتى أظهرت أن الحق خسر المعركة حاولت أن أصيح بصوتى لأعترض فأدركت أن صوتى راح وليس لى الحق فى الصياح .