شهدت الانتخابات البرلمانية في دائرتي شبرا الخمية أول وثاني مفارقات عدة، وكانت الأجواء ملتهبة في الدائرة الأولى أكثر مما كان علية الوضع في الدائرة الثانية. ورغم أن الحزب الوطني تمكن من حسم الانتخابات مبكرا في دائرة شبرا خيمة ثاني، إلا أنه سيخوض معركة الإعادة في قسم أول مع الأخوان المسلمين على مقعد الفئات وبين الوطني والوطني على مقعد العمال. وأعلنت النتائج الأولية لنتيجة الانتخابات عن إجراء إعادة في دائرة قسم أول شبرا الخمية على مقعد الفئات بين كل من مجاهد نصار «وطني» ومحمد البلتاجي «إخوان» وذلك على الرغم من أن البلتاجي كان أعلن في الساعات الأولي من فرز صناديق الاقتراع انسحابه من عملية الفرز وخرج بمسيرة حاشدة وسط أنصاره أعلن خلالها عن تزوير الانتخابات وأنه سوف يطعن عليها أمام محكمة القضاء الإداري من أجل إعادة الانتخابات بسبب التجاوزات التي ارتكبت أثناء سير العملية الانتخابية، وجاءت نتيجة الفئات في الدائرة على حساب مرشح الحزب الوطني الثاني على نفس المقعد هاني توفيق والذي كان يتوقع أن يدخل معركة الإعادة مع منافسة مرشح الحزب الوطني. وعلى مقعد العمال في ذات الدائرة تم إعلان إعادة الانتخابات بين مرشحي الحزب الوطني عاطف مسعود والنائب الحالي أحمد البنا وسط دهشة بالغة لأنصار مسعود الذي كان يتلقى التهاني من الناخبين حتى قبل إعلان النتيجة بساعات قليليه. وظلت نتيجة الانتخابات دائرة قسم شبرا الخمية أول معلقة حتى الساعة التاسعة والربع من صباح الاثنين، رغم إعلان غالبية الدوائر. وأرجعت مصادر من داخل الدائرة أن الصراع الدائر بين مرشحي الحزب الوطني الأربع في الدائرة وهم: مجاهد نصار وهاني توفيق «فئات»، وعاطف مسعود وأحمد البنا، من أحد أهم أسباب تأجيل إعلان نتيجة الانتخابات خاصة بعد انسحاب الدكتور محمد البلتاجي مرشح الإخوان المستقلين من داخل لجان الفرز وإعلانه أنه سوف يطعن على نتيجة الانتخابات بعد أقل من ثلاث ساعات من بدأ عملية الفرز. وأصر هاني توفيق مرشح الوطني وعدد من المرشحين المستقلين - على حسب تأكيد بعذ المصادر من داخل لجنة الفرز- على إعادة عملية فرز أصوات الناخبين خاصة بعد تأكده من وجود تزوير لصالح منافسه مرشح الحزب الوطني والتوجيه ضده في صناديق الأقتراع. بينما أرجعت مصادر أخرى أن سبب تأجيل إعلان النتيجة هو التجاوزات التي رصدت بالعملية الانتخابية والتي كانت تهدد بنسف نتيجة الانتخابات في حال إعلانها، وبخاصة وجود عدد من صناديق الأنتخابات وجد بها أوراق انتخاب تفوق أعداد الناخبين في الدائرة، وهو ما يثبت وجود تزوير في الانتخابات من خلال تسويد أوراق الانتخاب لصالح مرشحين بعينهم. أما في دائرة شبرا الخيمة ثاني، حسمت نتائج الانتخابات الأولية لصالح مرشحي الوطني عيد سالم موسي « فئات»، ومحمد عوده «عمال» والذي عمت فرحة مؤيديهم جميع أنحاء دائرة قسم شبرا الخمية وظلوا يجوبون شوارع الدائرة وسط الزغاريد والأعيرة النارية والصواريخ النارية التي كادت تغطي السماء من فرحة مؤيديهما، وذلك في ذات الوقت الذي خيم فيه الوجوم على أنصار مرشح الإخوان المسلمين جمال شحاتة على مقعد العمال رغم أن المؤشرات الأولية لم تكن في صالحه منذ بداية العملية الانتخابية بسبب التجاوزات التي ارتكبت داخل لجان الانتخابات وظل أنصاره في انتظاره لحين الإعلان النهائي للنتائج. وتبادل أنصار مرشحي الوطني الفائزين التهاني في تمام الساعة الثالثة والربع من صباح الاثنين وذلك قبل انتهاء عملية الفرز، ونظر الطعون التي تقدم بها المرشحين المنتمين للأحزاب والإخوان والمستقلين بسبب التجاوزات التي أرتكبت في اللجان، في حين غادر غالبية أنصار باقي المرشحين عقب معرفتهم بالنتيجة، فيما غاب أنصار الدكتور جمال زهران المرشح المستقل ونائب الدائرة على مقعد الفئات، وغادر أنصار عبد المحسن سلامة مرشح الوطني في الدائرة مباشرة عقب علمهم بنتيجة الفرز. وقال جمال شحاته مرشح الإخوان في تصريحات ل«المصري اليوم» تعليقا على ما أسفرت عنه نتيجة الانتخابات، أن ما تم إعلانه في الدائرة ليس نتيجة للانتخابات، وإنما نتيجة التزوير الذي تم ممن قبل أجهزة الأمن والشرطة داخل لجان الاقتراع والتي كشف عنها من خلال عماليات «تسويد» أوراق الترشيح، لصالح مرشحي الوطني.
