شهدت معظم القطاعات العمالية فى المحافظة موجة كبيرة من الاحتجاجات والاعتصامات خلال الآونة الاخيرة بسبب تأخر صرف الرواتب والمكافآت، فيما اتهمت قيادات عمالية الحكومة بالسيطرة على النقابات العمالية فى مصر. واتهم عدد من العاملين المفصولين فى بعض الشركات المختلفة ك«المصرية للبلاستيك»، و«أنفوكو» اتحاد العمال بالفشل فى حل مشكلاتهم عبر التفاوض مع شركاتهم ووصفوه بأنه «مغلول اليدين»، بحيث تقتصر مهمته على التفاوض فقط دون اتخاذ إجراءات جذرية لحل المشكلات التى تنتهى جميعها فى النهاية بالفشل وتحويلها إلى دعاوى قضائية يتم نظرها أمام المحكمة العمالية. فيما قال بعض العاملين إن الاتحاد قادر على حل المشاكل الجماعية والتفاوض مع إدارات الشركات والجهات المختصة، قبل تدهور الأوضاع بداخلها، وتحولها إلى اعتصامات وإضرابات»، مؤكدين أن العاملين المقيدين داخل نطاق القطاع العمالى، لديهم فرص فى تلبية ومناقشة طلباتهم، خاصة إذا تمت معرفتها منذ البداية ومعالجتها بالطرق الودية، إلا أن هناك مشكلات يصعب حلها، وبالتالى تحتاج إلى تدخل سريع من المسؤولين، خاصة إذا كانت تتعلق بالأمور المالية والترقيات. من جانبه، قال فتح الله محروس، عضو لجنة التنسيق للحقوق العمالية والنقابية، إن الاتحاد المحلى والنقابات العامة يمثلان الحكومة، وغير قادرين على حل مشكلات العمال حيث إنها فشلت فى الحصول على أدنى الحقوق للعمال، لتحسين أجورهم، واتخاذ جميع الإجراءات اللازمة، مع الجهات المختصة، للنهوض بالفئة العمالية باعتبارها جزءاً من المجتمع، وأن هناك بعض الثغرات فى قانون العمل 12 لسنة 2003، التى تعطى لصاحب العمل الحق فى إغلاق المؤسسات، وتخفيض الأجور، وتصفية العمالة. واتهم محروس النقابات العمالية فى مصر بمخالفة القوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بالحريات النقابية، حيث تسيطر الأجهزة الحكومية على النقابات ومصالح العمال منذ 40 عاما، واختيار لجان نقابية بعيدة عن العمال، ولا تعبر عن آرائهم وطلباتهم- وفق قوله- قائلاً: «الحكومة قامت بحجب 30 ألف عامل، كانوا مرشحين فى الدورة الماضية لانتخابات اللجان العمالية، لممارسة حقهم فى الترشح لعضوية اللجان النقابية». وقال أحمد ثروت، مسؤول النقابة العامة للغزل والنسيج بالمحافظة، إن اتحاد العمال يعد مؤسسة تمثل قطاعات العمالية المختلفة، وتقوم بدور قوى ومؤثر فى حل المشكلات العمالية داخل الشركات، وحل مشكلة الاعتصام والإضراب التى انتشرت بصورة كبيرة داخل الشركات، وكان آخرها إضراب شركة الأهلية للغزل والنسيج، والذى استمرار لمدة 8 أيام، حيث تحرك رئيس اتحاد العمال ومسؤول القوى العاملة على الفور، والتفاوض مع إدارة الشركة ببحث مطالب العمال، وفض الإضراب، وإعادة تشغيل الشركة مرة أخرى. فى المقابل، قال فتحى عبداللطيف، رئيس اتحاد العمال فى المحافظة، إن الاتحاد يساند العمال فى جميع مطالبهم وحقوقهم المشروعة، ويقوم بإتخاذ جميع الإجراءات اللازمة، داخل الشركات، التى تشهد اعتصاماً أو إضراباً، بالتوجه إليها على الفور، مع ممثل القوى العاملة والهجرة، لمعرفة مطالب العمال وأسباب الاعتصام، والتفاوض مع إدارة الشركة لحل المشكلة. وأضاف عبداللطيف- فى تصريح ل«إسكندرية اليوم»: «الاتحاد يبحث جميع طلبات العمال التى تأتى إليه من جميع القطاعات العمالية المختلفة، ويحاول إيجاد حلول لها وبحثها مع إدارة الشركة، فضلاً عن اتخاذ بعض الخطوات عند فشل المفاوضات، مثل التحكيم والوساطة وتحريك دعاوى قضائية ضد الشركات، التى تستخدم سياسات وصفها ب(التعسفية) تجاه العمال». ونفى عبداللطيف قيام الحكومة بالسيطرة على النقابات العمالية، أو التدخل فى اختيار أعضاء النقابات واللجان العمالية، قائلاً: إن الدورة الماضية للانتخابات العمالية، عجزت عن توفير عمال حقيقيين قادرين على الترشح للانتخابات العمالية، لذلك تم انتخاب معظم المرشحين بالتزكية، وغياب دور المنافسة الحقيقية نتيجة ندرة المرشحين الأقوياء.