شهدت تجارة جلود الأضاحى، خلال عيد الأضحى، الذى انتهى الجمعة، احتدام المنافسة بين تجار الجلود والجمعيات الخيرية والشباب، الذين لا يجدون عملا ثابتاً، لتحقيق ربح مناسب يساعدهم على مواجهة البطالة التى يعانون منها طوال العام. وتحرص العديد من الجمعيات الخيرية على جمع جلود الأضاحى، التى يتبرع بها الناس فى هذه المناسبة الدينية، حيث تنتشر فى الشوارع والميادين سرادقات يتم فيها تجميع جلود الحيوانات التى يتم ذبحها، بالإضافة إلى الباعة الذين يشترونها من أصحاب الأضاحى وينظفونها ويعرضونها للبيع. وقال عاطف محمود، أحد جامعى هذه الجلود بمنطقة الورديان، إن العيد يعد فرصة مناسبة للعمل فى هذه المهنة، التى نستعد لها جيدا قبل العيد بأيام قليلة، من خلال الاتفاق مع عدد من الجزارين لتوريدها لنا، خاصة أن البعض منهم يحصل عليها كأجر للذبح قبل بيعها للمدابغ أو الورش التى تستخدمها فى تصنيع المنتجات الجلدية. وأشار «محمود» إلى وجود العديد من الجمعيات والمساجد بالمنطقة التى تحث المواطنين على التبرع بجلود الأضاحى طوال أيام العيد، بل تتولى فى أحيان كثيرة عملية تعيين متطوعين لهذه المهمة، وفى أحيان أخرى تتولى عملية طباعة ملصقات ومطبوعات مدون عليها أرقام اتصال لإرسال مندوب لتسلمها من المواطنين قبل إعادة بيعها مرة أخرى، لتمويل أنشطتها الخيرية ومساعدة الأسر الفقيرة. وأكد إبراهيم عنتر، تاجر جلود، أن ذبح الأضاحى ساهم فى ظهور هذه التجارة الموسمية رغم ارتباطها فى أغلبها بتجار دائمين طوال العام، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار الحيوانات أدى إلى انخفاض كمية الجلود الموجودة فى السوق خلال الوقت الحالى عن نظيرتها بالعام الماضى، ويأمل عدد كبير من التجار فى تعويض هذا النقص بشرائه من أصحاب الأضاحى أو من السرادقات التى يتم تجميعها من جميع أحياء المحافظة. وقال «عنتر»: «تختلف أسعار الجلود حسب الحيوان الذى تم ذبحه، فعلى سبيل المثال يختلف جلد الماعز أو الخراف عن جلود الأبقار والجاموس والتى تعد من أفضل أنواع الجلود، وكل هذا يعاد تصنيفه بعد ذلك طبقاً لنوعية الاستخدام، سواء كان للمفروشات أو الملابس أو الأحذية». من جانبه، أكد خالد أبوالنصر، رئيس لجنة الصناعة بالمجلس المحلى للمحافظة، انتعاش هذه المهنة خلال هذا التوقيت من كل عام، نتيجة ذبح أكثر من 10 ملايين أضحية فى موسم العيد فقط، تشكل أكثر من 25% من إجمالى إنتاج مصر من الجلود، الذى بلغ حجم الاستثمارات فيه أكثر من 10 مليارات جنيه، ويعمل به آلاف العمال، بالإضافة إلى ارتباط العديد من المهن الأخرى به، حيث يتم تصدير الجلود بكميات كبيرة للخارج لجودتها. وأوضح «أبوالنصر» أن انخفاض أسعار الجلود فى هذه الأوقات ساهم فى قيام عدد كبير من التجار بتخزينها للاستفادة منها طوال العام، إلا أن المشكلة التى تواجه أصحاب المدابغ والتجار تكمن فى عدم معالجة الكميات التى يتم تجميعها بالطريقة الصحيحة، من خلال قيام غير المتخصصين بعملية الذبح أو المعالجة، مما قد يتسبب فى خسارة أو ظهور عيوب فى أجزاء كبيرة منها. ووصف رئيس لجنة الصناعة بمحلى المحافظة فكرة تجميع جلود الأضاحى ب«الناجحة»، معتبرا إياها نموذجاً ذا أثر إيجابى على المجتمع، سواء أنه يسهم فى تحقيق الاستغلال الأمثل للأضحية، أو باعتباره حلا مؤقتا لمشكلة البطالة التى تعانى منها شريحة كبيرة من الشباب، أو بوصفه أداة مهمة لتحقيق مبدأ التكافل والمساهمة فى أعمال الخير، وفق قوله.