فى واقعة غير مسبوقة فى تاريخ مهرجان دمشق، أعلن محمد الأحمد، مدير المهرجان، عند إذاعة جوائز الدورة الثامنة عشرة يوم السبت الماضى أن لجنة التحكيم المكونة من 12 عضواً اجتمعت لإقرار الجوائز، وبعد المناقشة والتصويت وقّع على بيان الجوائز رئيس اللجنة و9 أعضاء وامتنع اثنان عن التوقيع. أثناء عبورى بهو الفندق الذى يقيم فيه ضيوف المهرجان وأعضاء لجنة التحكيم مساء الجمعة التقيت المخرج السورى الكبير نجدة أنزور، وهو صديق قديم منذ أخرج أول أفلامه «حكاية شرقية» عام 1990، وكان عضواً فى لجنة التحكيم، وليس من عاداتى سؤال مدير أى مهرجان أو أى عضو فى لجنة تحكيم عن الجوائز قبل إعلانها رسمياً، ولكن نجدة قال لى إنه رفض التوقيع على بيان الجوائز، كما رفضت المخرجة المصرية ساندرا نشأت التوقيع أيضاً، وإنهما سوف يعقدان مؤتمراً صحفياً صباح الأحد بعد إعلان الجوائز مساء السبت للإعلان عن رفضهما التوقيع، وأسباب ذلك الرفض. وقال نجدة إن رئيس اللجنة المخرج الروسى، فلاديمير مينشوف، من عصر الاتحاد السوفيتى الذى ولىّ، وأراد بإصرار ديكتاتورى أن تكون الجوائز سياسية للبلد المضيف والبلاد المؤازرة له، وجغرافية لأكبر عدد ممكن من البلاد، وكان له ما أراد، وقال نجدة إنه رشح الفيلم المصرى «الوتر» لجائزة الإخراج لمجدى الهوارى، أو جائزة التمثيل لغادة عادل، ولكن مينشوف لم يقبل مجرد المناقشة، ولهذا انسحبت ورفضت التوقيع. وبحثت عن ساندرا التى أعتز بأننى قمت بالتدريس لها فى قسم الدراسات العليا بمعهد السينما، وسألتها عما حدث، فكررت ما قاله نجدة عن مينشوف، وقالت إنه وصل إلى حد أن قال لها أثناء المناقشات «اسكتى»، فلم ترد على إهانته بمثلها لأن والدها علمها احترام من يكبرها فى العمر، واكتفت بالاحتجاج وغادرت الاجتماع ورفضت التوقيع. وسألت محمد الأحمد، فقال إن إدارة المهرجان لا تتدخل فى أعمال لجان التحكيم على أى نحو، وإنه ليس مع نجدة وساندرا فى رفض التوقيع، لأن عليهما احترام الأغلبية، ولكنه سوف يعلن امتناعهما عن التوقيع فى حفل الختام، وعندما علم كلاهما منه أنه سوف يعلن موقفهما مساء السبت لم يجدا ما يبرر عقد مؤتمر صحفى صباح الأحد، وهكذا تم عبور الأزمة، ولم تؤثر على نجاح المهرجان، ولكنها تؤكد ضرورة أن تنص اللوائح على عدم جواز رفض توقيع أى عضو على بيان الجوائز، وضرورة الالتزام بما تتفق عليه الأغلبية. [email protected]