وقف الاثنين نحو أربعة ملايين حاج جاءوا من كل فج عميق على جبل عرفات «المشعر الحرام» ؛ ليؤدوا الركن الأساسى فى الحج وهم يرفعون أيديهم إلى السماء، داعين الله عزوجل أن يجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا، وأن يغفر الله ما تقدم من ذنبهم، مرددين «لبيك اللهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك. إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك». وسيقوم ضيوف الرحمن بأداء صلاتى الظهر والعصر جمع تقديم بأذانين وإقامة واحدة، ثم النفرة إلى المزدلفة عقب أذان المغرب مباشرة للمبيت بها وأداء صلاتى المغرب والعشاء جمع تأخير، وجمع الجمرات قبل التوجه إلى منى لرمى رمية العقبة الكبرى، والتوجه إلى المسجد الحرام لأداء طواف الإفاضة والسعي والتحلل من الإحرام. كان الحجاج المصريون أول من وصلوا إلى عرفات، وتم تصعيدهم فى سهولة ويسر فى إطار ما يسمى بخدمة الرد الواحد؛ حيث تم تقسيمهم إلى مجموعات بواقع 49 حاجا بكل حافلة بإجمالى 640 حافلة، كما تم توزيع الوجبات الجافة عليهم وكذلك الوجبات الساخنة. وصرح الدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى والدولة للبحث العلمى رئيس بعثة الحج المصرية أن عملية تصعيد الحجاج المصريين تمت بسهولة ويسر، وكان حجاج القرعة أول من وصلوا إلى المشعر الحرام ثم تلاهم حجاج بعثة الجمعيات وأخيرا حجاج بعثة السياحة. أوضح هلال أنه تم تقديم وجبات ساخنة لحجاج القرعة بواسطة ضباط البعثة الذين كانوا فى استقبال الحجاج وقاموا بتسكينهم فورا فى مخيماتهم التى تتميز بموقع فريد بالقرب من مسجد نمرة وجبل الرحمة. وأكد أن جميع الحجاج المصريين بخير وبحالة جيدة، مشيرا إلى أنه لم يتلق أى تقارير عن وقوع أية مشكلات فى مخيمات الحجاج باستثناء الحريق البسيط الذى نشب صباح الأحد فى أحد مخيمات بعثة السياحة بعرفات وتم السيطرة عليه سريعا دون حدوث أية إصابات أو خسائر فى الأرواح، وتم استبداله فورا بمعرفة القائمين على بعثة حج السياحة. من جانبه، أعلن اللواء صلاح هاشم مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الشئون الإدارية الرئيس التنفيذى لبعثة الحج المصرية رئيس بعثة حج القرعة أنه تم لأول مرة هذا العام توفير أجهزة اتصالات لاسلكية بين ضباط بعثة حج القرعة وربطها بشبكة مغلقة لسهولة إجراء الاتصالات بينهم ومواجهة أية مشكلات طارئة قد تحدث فى أى من المخيمات. وقال: إن السيد حبيب العادلى وزير الداخلية يطمئن بنفسه على أحوال ضيوف الرحمن وعلى سلامتهم، مجددا توجيهه بتقديم كل التسهيلات والتيسيرات اللازمة لهم التى من شأنها أن تساعدهم على أداء المناسك فى سهولة ويسر. أوضح اللواء هاشم أن حجاج القرعة سيكونون فى مقدمة النفرة إلى المزدلفة، نظرا لكون مخيمات بعثة القرعة بأول طريق عرفات/المزدلفة. وامتدت قوافل الحجاج الذين قضوا يوم التروية الأحد في منى، بطول الطريق الواصل بين «منى» و«عرفات» البالغ نحو 15 كيلومترا في الساعات المبكرة من صباح الاثنين. وكثفت قوات الشرطة والقوات الأمنية التي انتشرت بكثافة، من جهودها لتنظيم حركة السير وتأمين تدفق الحجاج على عرفات. وفتح مسجد «نمرة» في عرفات أبوابه لاستقبال وفود الحجاج الذين توافدوا عليه منذ الساعات الأولى من الصباح استعدادا لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا اقتداء بسنة النبي محمد. يذكر أن مسجد «نمرة» لا يفتح أبوابه للمصلين إلا يوم التاسع من شهر ذي الحجة من كل عام، ليؤدي فيه المسلمون صلاتي الظهر والعصر في ذلك اليوم، ومن ثم يغلق أبوابه حتى العام المقبل.
