قال مدير إدارة الحماية الدولية بالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فولكر ترك: «اللاجئ ليس فوق القانون، وعليه الالتزام بقوانين الدولة المضيفة، وإذا ارتكب اللاجئ جريمة أو أمرًا غير قانوني، فالاحتجاز ينبغي أن يحدث». وأوضح «ترك» أنه خلال جولة مباحثات حالية في القاهرة، التقى مسؤولين في وزارتي الخارجية والداخلية، وتقابل مع وزير التضامن الاجتماعي أحمد البرعي، للوقوف على آخر تطورات وضع اللاجئين السوريين في مصر، وكيفية معالجة مشكلاتهم من قبل الحكومة والمفوضية. وأضاف، في مؤتمر صحفي، عقد مساء الأحد، في مقر مفوضية شؤون اللاجئين، أن اللاجئين السوريين المسجلين في مصر بلغ عددهم حتى الآن 128 ألف لاجئ، والتقديرات تصل إلى 300 ألف بوجه عام، معربًا عن شكر وتقدير المفوضية للشعب المصري والحكومة لكرمهما في استقبال اللاجئين، قائلًا: «نعلم أن الكثير من المصريين يشعرون بأن السوريين أشقاؤهم، ونعرف الكثير من الأمثلة عن المصريين الذين فتحوا بيوتهم للاجئين السوريين، وكيف أصدرت الحكومة قرارات لكي يمنح التعليم للسوريين مثلما يمنح للمصريين». وتحدث مدير إدارة الحماية الدولية بالمفوضية عن تأثير مشكلة اللاجئين السوريين ليس فقط عليهم، وإنما في الدول المضيفة، خاصة أن مشكلتهم أصبحت عالمية، فلم يعُد اللاجئين ينزحون فقط إلى تركيا والأردن ولبنان، وإنما إلى أوروبا وجنوب شرق آسيا. وأكد «ترك»: «نحن على دراية بعمليات الهجرة إلى بلدان مثل إيطاليا ومالطا وما نتج عنها من فقدان عدد من اللاجئين، وعلى المجتمع الدولي أن يتطرق لحل هذه المسألة، ونحن بحاجة لجهود أكبر من الدول الكبرى في العالم»، مشددًا على ضرورة التفرقة في تعامل السلطات مع المهرب وبين الأشخاص الذين يتم تهريبهم. ولفت إلى أن الوضع الحالي للاجئين السوريين في مصر في حاجة إلى مزيد من الدعم، في إطار حاجة المجتمع المصري نفسه للدعم، قائلًا: «سنصدر خلال الأيام العشرة المقبلة، خطة الاستجابة الإقليمية السادسة وهي نداء للدول المانحة عن الاحتياجات المطلوبة للاجئين السوريين». من جانبه، قال محمد الدايري، المدير الإقليمي لمكتب المفوضية في القاهرة، إن وزارة الخارجية وعدت بالعمل على تبديد الكثير من الصعوبات التي تواجه السوريين، مشيرًا إلى أن «السوريين ليسوا فوق القانون». وشدد «الدايري» على أن تأزم العلاقة بين المصريين والسوريين ستكون «سحابة صيف» وستعود إلى سابق عهدها، مستطردًا «يجب عدم الزج بالسوريين في الحراك السياسي والنظر إليهم كأنهم إخوة لنا».
