«تنسيقية الكوتة».. حركة دشنها 30 ناشطًا قبطيًا مستقلًا، الأسبوع الماضي، للمطالبة بتخصيص نسبة محددة للأقباط في المجالس النيابية والوظائف العامة تصل إلى 15%، لتتخذ موقفًا معارضًا من الكاتدرائية المرقسية، التي رفضت مصطلح «الكوتة» من الأساس. «المصري اليوم» التقت المستشار أمير رمزي، القيادي بالحركة ورئيس محكمة جنايات شبرا الخيمة، الذي اعتبر في حواره أن «الأقباط مهمشون في وطنهم، منذ عشرات السنين»، مطالبًا ب«التمييز الإيجابي للأقباط في كل المناصب الدولة لتحقيق المشاركة، وهو ما طبقته 61 دولة في العالم» وقال إن «خيار التصويت ب(لا) على الدستور غير مطروح، لأن الوضع السياسي لا يتحمل»، مشيرًا إلى أن «الأقباط يعيشون العهد الذهبي الآن، منذ ثورة 1952»، وتوقع أن يصوت الأقباط ب«نعم» على الدستور، الذي يجري إعداده.. وإلى نص الحوار: * في البداية.. ماذا يطلب الأقباط في دستور 2013؟ في الحقيقة أنا أعيب علي «لجنة ال50» بأنها تسير بنفس فكر جماعة الإخوان المسلمين، فأعضاؤها يبدون وكأنهم يريدون إرضاء الجميع، لكنهم لا ينظرون للمشاكل الحقيقة الموجودة في مصر، فهناك 3 فئات على الترتيب مهمشة، ويجب أن يتم الالتفات إليهم في الدستور، وهم: «الأقباط، والشباب، والمرأة». * كيف يمكن معالجة ما تراه تهميشًا من جانب «لجنة ال50»؟ يجب أن يتم تمثيل الأقباط بشكل جيد على مستوي المجتمع المصري كله، سواء في البرلمان أو المجالس المحلية وكل الهيئات الحكومية والمناصب العليا بالدولة. * وما النسبة المناسبة للتمثيل من وجهة نظرك؟ من 10% إلى 15% في كل ما سبق ذكره، مع تقديم الكفاءات القبطية لتحتل مواقعها المناسبة. * كيف يمكن تحقيق ذلك؟ عبر تحديد عدد مقاعد خاصة بالأقباط، أو عمل دوائر خاصة بهم، بما يضمن الحد الأدنى للتمثيل الإيجابي لهم. * والكوتة؟ هي أحد الآليات وليست الحل الوحيد، وهي مسمى تسبب في إحداث ضيق لدي البعض، وأنا لا يهمني الكوتة كمسمي، ولكن المحك هو حسم الحد الأدنى من التمثيل الإيجابي، فعلي سبيل المثال عندما نجحت ثورة 1952، قام جمال عبدالناصر بعمل كوتة العمال والفلاحين 50%، لأنهم كانوا الفئة المهمشة في ذلك الوقت بدليل عرض الكوتة ورفضها الأقباط . * لكن البعض يطالب بالكوتة من أجل مصالح شخصية؟ أنا لا أسعي لأي منصب في الدولة، فأنا قاض ولا أطمح في أكثر من ذلك، لكنني أطالب بالتمييز الإيجابي باعتباري أعيش وسط الأقباط وأشعر بما يعانون به من تهميش وتجاهل من جانب الدولة. * هل قبول السلطات بكوتة للأقباط قد يفتح باب لفئات أقل عددًا كالنوبة لطلب المعاملة بالمثل؟ التمييز الإيجابي بشكل عام مهم بالنسبة للجميع، ولكن النوبة لا تحتاج لكوتة ولكن لدوائر خاصة بها لتمثيلها في مجلس الشعب، أما سيناء فتحتاج لزيادة عدد الدوائر بها. * لكن البابا تواضروس الثاني نفسه يرفض الكوتة؟ نعم، لكن يقبل التمييز الإيجابي، وربما كان التمييز النسبي بأي صورة دون الكوتة أفضل من تخصيص نسبة (ثابتة) لا تتغير للأقباط . * ألا يعتبر ذلك مطلبًا طائفيًا؟ إطلاقًا، التمييز الإيجابي طبقته 61 دولة على مستوى العالم، وكل الدول تقوم بتمييز إيجابي لفئات خاصة، فالولايات المتحدة قامت لفترة بعمل تمييز إيجابي لأصحاب البشرة السمراء، كما قامت فرنسا فترة بتمييز النساء، وأقرت أن السيدات نصف كل شئ في فرنسا، وأنا لن أتحدث علي استحياء، فهناك مشكلة حقيقية ولن تعالج بتمييز إيجابي. * ولكن لا توجد نصوص قانونية تحظر على الأقباط تولي أي مناصب حتى يطالبون بالتمييز الإيجابي؟ نعم، ولكن ذلك يحدث علي أرض الواقع، وعلى الدولة أن تظهر حقيقة موقفها من الأقباط، هل تعتبرهم خونة أو مواطنين درجة ثانية، وإذا كانت تمارس التمييز فعليا، فعليها أن تتوقف عن القول إن المسلمين والأقباط شعب واحد قاموا بثورة واحدة، وأنا أتساءل: هل كان الأقباط مجرد (أداة) تم استخدامها لتجهيل الصورة فقط، وأصبحوا الآن مجرد رعايا الآن والموضوع انتهى؟. * كيف تري الفترة الانتقالية الحالية؟ يتمتع النظام الحالي بنفس مساوئ نظام الدكتور محمد مرسي، لكننا نأمل في أن يكون المستقبل أفضل. * كيف كان وضع الأقباط في حقبة «الإخوان»؟ كانت فترة الإخوان «سوداء»، ولم يكن لدينا أمل في أي شئ، لكن الله أراد أن ينقذ مصر، واستخدم الشعب لتغيير وجه مصر. * أصدرت الكنيسة بيانًا أكدت فيه أنها البابا هو المتحدث باسمها، عقب مطالبتكم بالكوتة وكأنها ترفض تحركات تنسيقية الكوتة؟ في الحقيقة لقد صدمت ببيان الكنيسة، وقد كنت مجتمعًا مع البابا قبلها بيوم ضمن 31 شخصية كنسية، وفي الاجتماع لم يقل البابا صراحة أنه لا يريد أحد أن يتحدث باسم الكنيسة . * وما الذي انتهى إليه الاجتماع مع البابا؟ البابا رفض «الكوتة» كمسمى، لكنه يقبل فكرة التمييز الإيجابي . * هل ستنسحب الكنيسة من «لجنة ال50»؟ أنا ضد الانسحاب من «لجنة ال50» الآن. * لماذا؟ الانسحاب يخلق اضطرابًا في البلد، وحتى المادة 219 فسوف نبدي اعتراضنا الشديد عليها لكننا لن (نقسم الوطن)، فالنازع الوطني لا يسمح بتعرض البلاد لخطورة حتى لو كان الموضوع علي حساب الأقباط. * لكن العديد من النشطاء يدعون للانسحاب حال عدم النص على الكوتة؟ نعم، أنا أدعم التمييز الإيجابي بشدة، وعلى «لجنة ال50» أن تعي أن ذلك حق الأقباط، لكن مع هذا كله أريد الحفاظ علي وحدة الصف وإخراج دستور ينهي الفترة المؤقتة، وفي حالة عدم استجابة «لجنة ال50» وسد أذنيها تجاه مطالب الأقباط فيجب ألا نكون سببًا في شق الصف، وسأعمل جاهدا من أجل ألا يشق الصف حتى لو تنازلنا عن مطالبنا لفترة محدودة. * هل سيصوت الأقباط بنعم ل«الدستور»؟ سوف يصوتون ب«نعمين»، لكنني أريد أن يصحو ضمير الأخرين، فلابد أن يكونوا على قدر مستوي المسؤولية تجاه مشاكل الأقباط، والحل الأمثل هو وضع حد أدنى للتمثيل الحقيقي لهم في المجتمع، ولو لم تتم الاستجابة لهم فسوف يكون الأقباط أكثر وطنية، وسيقدمون تنازلًا جديد لتجاوز المرحلة الصعبة، التي تمر بها مصر. * في رأيك لماذا يصر حزب النور علي المادة 219 (المفسرة للشريعة)؟ منذ إعلان خارطة الطريق في 3 يوليو الماضي، وحُسب علي حزب النور أنه شارك في «لجنة ال50»، وإن لم يحصلوا علي ما يريدون فسيعتبرون أنفسهم فشلوا في تمثيل أتباعهم في اللجنة، كما أن لديهم أمل ورجاء في تطبيق الشريعة الإسلامية بالرغم من أنهم لا يحكمون . * هل ثمة فارق بين حزب الحرية والعدالة والنور؟ إطلاقًا، هما وجهان لعملة واحدة، وهما لا يدركان أن مصر على الطريق المدني، وموقف حزب النور لا يقل عن الحرية والعدالة من الشريعة، لكن النور سيخرج خاسرًا من قضية الدستور. * ولماذا يتمسك «النور» الصورة بمواد الشريعة؟ لأنه يتمني أن يرث «الإخوان»، حيث يعتقد أن سقوط الحرية والعدالة سيصعده، ثم يتربع علي العرش. * ما هو النظام الانتخابي المناسب من وجهة نظرك؟ أعتقد في حالة وجود تمثيل (تمييز إيجابي) لكل من الأقباط والشباب والمرأة، فمن الوارد أن تكون الانتخابات بالنظام الفردي، عقب ضمان حق تلك الفئات (المهمشة)، بما يعني حوالي 150 كرسي للفئات ال3 علي التساوي وبالتساوي . * وإن لم يحدث ذلك؟ في حالة عدم توفير التمييز الإيجابي، يمكن أن يكون النظام الانتخابي مختلط (قائمة وفردي بالمناصفة»، ومن ثم ترشح الأحزاب الأقباط علي الثلث الأول أو يتم عمل دوائر مغلقة لهم أو زيادة عدد المقاعد في البرلمان . * وماذا لو جاء الدستور خاليًا من ذلك كله، هل ستقاطع الكنيسة الانتخابات أو تصوت ب«لا»؟ لن نصوت ب«لا» ولن نقاطع الانتخابات، ولو جاءت الدولة على الأقباط فسنقدم تنازلًا ونقبل عدم وجود تمييز إيجابي، فالتوحد الآن أهم من الكوتة. * وماذا عن الائتلافات القبطية؟ في الحقيقة.. هناك اتجاه قوي لدى حركات شبابية كبيرة ل(المقاطعة) في حالة عدم النص صراحة في الدستور على ذلك . * كيف ترى شخصية البابا تواضروس الثاني ؟ أري البابا شخصًا رائعًا، تحمل مسؤولية قيادة الكنيسة في وقت عصيب لكنه يمتاز بالحكمة، التي تمكنه من قيادة سفينة الكنيسة بشكل صحيح، وهو يمتاز بأنه يستمع دائمًا للآخرين ويقبل الآخر ولا يصادر على الأراء المختلفة معه . * ما هو العهد الذهبي للأقباط من وجهة نظرك؟ الملكية ثم العهد الحالي. * هل يفضل الأقباط ترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة؟ لا يميل الأقباط لتأييد «السيسي» لأنه عسكري، ولكن لأنه شخص أمين دعم مطالب الشعب، وهو ما صنع زعامته، فالأقباط يرون أنه يتكلم علي مصر، التي يحلم بها.