توصلت معاينة نيابة عابدين إلى بداية حريق شارع الشواربى «وسط البلد»، قالت التحقيقات إنه بدأ من محل «افا» للملابس الجاهزة وامتد إلى باقى المحال، وقررت النيابة انتداب المعمل الجنائى للمعاينة، وبيان ما إذا كانت هناك شبهة جنائية من عدمه واستدعاء حارس العقار رقم 3 ومسؤول شركة «أورينت» للساعات و«itسنتر» وأحد العمال من محال «افا» يدعى محمد، ومالكى العقارين 102 و202. أوضحت المعاينة التى أجريت برئاسة سمير حسن أن الحريق انتقل من محل الملابس الجاهزة فى العقار رقم 5 وامتد إلى العقار رقم 3 والطوابق العلوية. استمعت النيابة إلى أقوال سلمان سالم «حارس المحال التجارية»، وقال إنه كان متواجدا وقت اندلاع النيران، حيث فوجئ بخروج ألسنة اللهب من محل الملابس وامتدادها إلى باقى المحال وإلى الطوابق العلوية وظل يطالب السكان المقيمين بالطابق العلوى بالنزول وتحول المكان فى لحظات إلى كتلة من اللهب. وقال محمد روحى وناجى عبدالمقصود، مالكى محلى ملابس إنهما تلقيا اتصالا تليفونيا فى الرابعة صباحا يفيد بحدوث حريق فى منطقة الشواربى وامتداده إلى محليهما، وبوصولهما تبين أن الحريق دمر المحال بالكامل والمنطقة عبارة عن كتلة من اللهب. وأصدر الدكتور عبدالعظيم وزير، محافظ القاهرة، قرارا بتشكيل لجنة من الحى والأمن الصناعى وشرطة المرافق والحماية المدنية لفحص المحال وتحديد الموقف القانونى بالنسبة لها، وما إذا كانت تعمل وفقا للتراخيص من عدمه وتحمل الاشتراطات اللازمة للأمن الصناعى، وانتقل إلى موقع الحادث صباح السبت اللواء خليل غازى، رئيس الحى، وبدأت اللجنة عملها لاتخاذ قرار بشأن غلق المحال المخالفة. «المصرى اليوم» انتقلت إلى مكان الحريق وسجلت التفاصيل، هويدا أحمد، بائعة فى أحد المكاتب قالت: «هذه ليست المرة الأولى التى يشب فيها حريق بالمبنى، حيث تعرض لحريق فى رمضان الماضى، راحت بسببه أوراق مهمة تخص عملاء المكتب». وأضافت: «أغلقنا المكتب لإجراء بعض التعديلات بصفته الفرع الأساسى لتوكيل هذه الساعات فى مصر، إلا أننا فوجئنا بهذا الحريق الذى شب فى العقار نفسه للمرة الثانية فى أقل من 3 أشهر». وانتقد عدد من أصحاب المحال التجارية عدم وجود حنفيات حريق فى الشارع رغم أنه شارع مغلق من الجانبين، الأمر الذى يؤدى إلى صعوبة دخول عربات المطافئ واستغراقها وقتاً طويلاً للوصول إلى مكان الحريق، مطالبين بفتح الشارع وإزالة الحواجز الأسمنتية وتركيب حنفيات حريق. يقول كريم سمير، عامل فى محل تجارى: «طلبنا من الحى أكثر من مرة توصيل حنفيات حريق فى الشارع بعد تعرض العقار نفسه لحريق منذ 3 أشهر، عندها واجهت سيارات المطافئ صعوبة فى دخول الشارع بسبب الحواجز، وهو ما تكرر فى حريق يوم الجمعة، حيث لم تتمكن سيارات المطافئ من الدخول إلا بعد مرور ربع الساعة». وأضاف: «لجأ رجال المطافئ إلى مد الخراطيم من خارج الشارع لمحاولة السيطرة على الحريق، لكن بعد فوات الأوان، مشيرا إلى أن المشكلة الرئيسية التى يعانى منها المبنى هى سوء توزيع الكهرباء، حيث يوجد فى العقار عدد كبير من المحال التجارية التى تستخدم كشافات كهربائية ذات ضغط كبير، وتعتمد على كابل كهربائى واحد، فيصبح عرضة للانفجار فى أى لحظة، لافتاً إلى وجود غرفة لمحولات الكهرباء تتوسط العقار. وأكد أحمد أنور - بائع فى أحد محال شارع الشواربى - أن العمل فى المحال يتوقف قبل صلاة المغرب نظرا لفصل التيار الكهربائى عن الشارع، الأمر الذى أثر على حركة البيع والشراء فى هذه الفترة التى يرتفع فيها الطلب على شراء الملابس قبل العيد. فى الوقت نفسه أزالت مباحث الكهرباء بالتعاون مع حى عابدين الكشافات الكهربائية عن لافتات المحال التجارية لتخفيف حمل الكهرباء عن الشارع، مما دفع أصحاب المحال لشراء كشافات كهربائية وإعادة توصيل التيار الكهربائى مرة أخرى.
