كلمة «فارماكا»، كلمة مصرية قديمة معناها بيت الصفاء أو الذى يعطى الصفاء (الطب عند قدماء المصريين- بول غليونجى ص 100). من هذه الكلمة جاءت كلمة فارماسى أى صيدلية، فارماكولوجى «علم الأدوية»، فارما كوكنزى «علم النباتات الطبية»...إلخ. كتب هوميروس: تربة مصر الخصبة تنتج آلاف النباتات الطبية، لكل مرض طبيب متخصص.. ودواء، وكل طبيب يفهم أكثر من غيره! كان العلاج: 1- دوائى 2- جراحى 3- روحى «نفسى». وكان الدواء: 1- كيميائى 2- نباتى 3- حيوانى، وكانت الروشتة: 1- الدواء 2- طريقة التحضير 3- استخدام الدواء. يرى sigerist أن الطبيب هو نفسه الصيدلى، بينما يرى Jomnkheer أن الصيدلى غير الطبيب بدليل: بردية تقول: «حافظ الدواء فى بيوت الحياة»، وكان الدواء فى مصر القديمة اسمه Myrrh أو مر، ونحن نقول الآن: اللى رماك على «المر» «الدواء»، الأمّر منه! أى اللى رماك على الدواء هو المرض! كانت العقاقير التى من أصل كيماوى أو معدنى كثيرة.. منها: الأنتيمون لعلاج البلهارسيا، مركبات النحاس«Hemet»، مركبات الرصاص الأحمر «Peresh»، الشب «Indu»، ما لاكايت «wadju قطرات للعين»، الكبريت «مرهم» أكسيد الزنك «مرهم». أما العقاقير التى من نباتات طبية.. منها: شجرة الصفصاف «الإسبرين»، الأفيون «تهدئة صراخ الأطفال»، الكينين «مخفض لدرجات الحرارة» الحلف بر «التهابات المسالك البولية»، بذر الخلة «المغص الكلوى»، مدرات للبول مثل الشعير، العرعر، الفجل، الخروب...إلخ، منشطات جنسية مثل جوز الطيب، حبة البركة، الخشخاش، الداتورة، زيت بذر الكتان، البطيخ، الفجل والجرجير...إلخ. أما العلاج الذى من أصل حيوانى.. فكان اللبن، العسل، كبد الثور «العشى الليلى»، دهن الثور الأسود لعلاج شيب الشعر، دهن التمساح.. لعلاج الصلع...إلخ. كانت أسباب المرض فى مصر القديمة: 1- الهواء.. وكانوا يقولون «لحم المريض التقط هواء» «بردية أدوين سميث»، وحتى الآن نحن نقول.. واخد برد، أو فلان استهوى. 2- الغذاء: نقص الغذاء.. يؤدى للعشى الليلى، لين العظام، أو الإفراط فى الطعام.. وكانوا يرون فى السمنة قبحاً ومرضاً، أما الإفراط فى شرب الجعة أو النبيذ.. فكانوا ينصحون: إياك أن تفرط فى الشراب، وإلا أصبحت كالمجداف المكسور، ويتخلى عنك الإله، ويصبح بيتك بلا خبز. 3- الأرواح الشريرة، وهى ما نطلق عليها الآن الأمراض النفسية، الشىء العجيب، أنهم كانوا يعالجون هذه الاضطرابات بسمكة صغيرة من سمك الرعاد Eel Fish حتى تعطى شحنة كهربية عند وضعها على رأس المريض، وهذا ما نفعله الآن E.C.T أى Electro Convulsive Therapy فى أقسام الأمراض النفسية فى العالم كله!! ملحوظة: سمكة الرعاد الكبيرة تقتل عجلاً كبيراً أو رجلاً ضخماً. احترمت مصر الأطباء والصيادلة إلى حد كبير، وأضفت عليهم من ألقاب التقدير والتكريم الشىء الكثير، وأغدقت عليهم بالحياة الكريمة على ألا يتقاضوا شيئاً من المريض، حتى الهدايا من مريض لطبيب، تهدى من الطبيب للمدرسة الطبية التى تخرج فيما! وهذا ما فعلته إنجلترا فى تأميم الطب بعد كتاب برنارد شو «حيرة الطبيب» والذى جاء فيه: «لن تتقدم مهنة الطب إلا إذا وضعنا حائلاً بين يد الطبيب وجيب المريض، على أن تكفل الدولة للطبيب حياة كريمة، لأن الطبيب الجائع أو الجشع أشد خطراً على المجتمع من أى مجرم»! ظلت مصر تقدر الطبيب حتى عهد قريب.. حين كان أعداد الخريجين على قدر احتياج مصر، «الآن 8000 خريج كل سنة، واحتياج مصر 2000 فقط». نبذة تاريخية عن عصر محمد على.. مرسوم من محمد على باشا لكلوت بك يقول: فخر الملة المسيحية، حكيمباشى الجهادية، عيّناك مفتشاً عاماً للشؤون الصحية، ومشرفاً عاماً على الشؤون الطبية والصيدلية، وعلى عساكرنا المجاهدين فى القوات البرية والبحرية. سؤال أخير: من أين استقينا معلوماتنا هذه؟ عرفناها من المدارس الطبية مثل زايس، هيليوبوليس، إيمحوتب، والتى اشتهرت بتردد أطباء اليونان عليها! أما المصدر الثانى فهو البرديات «11 بردية الآن»، وهى مكتوبة بالهيراطيقية «نسخ الهيروغليفية»، منها ما سميت باسم أصحابها ألا تستحق مصر جائزة نوبل بعد هذا كله؟! [email protected]