قرر اللواء محمد إبراهيم، وزير الداخلية، نقل الرئيس المعزول محمد مرسى، من أكاديمية الشرطة إلى سجن برج العرب، فى محافظة الإسكندرية، عقب انتهاء جلسة المحاكمة الأولى، الاثنين، فى واقعة أحداث «الاتحادية».واستقبل اللواء محمد راتب، مساعد الوزير لقطاع السجون، مرسى داخل سجون برج العرب، حيث تم إيداعه فى زنزانة انفرادية، وفقا للوائح، حيث لم يلتق كلا من القياديين الإخوانيين صبحى صالح، وحسن البرنس، نائب محافظة الإسكندرية السابق.ووصفت مصادر، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، عملية تأمين محيط سجن برج العرب بأنها غير مسبوقة، ولم تشهدها الداخلية من قبل، ووصلت إلى ذروتها، فجر الإثنين، بوصول فرقتى «777» و«999» التابعة لقوات الصاعقة، وعشرات المدرعات، ومئات الضباط والجنود، إلى محيط السجن، وإقامة غرف مراقبة، وإغلاق جميع الطرق المؤدية إلى السجن، ومنع المواطنين من الوصول إليه، وقبل وصول مرسى بلحظات، أصدرت قوات الأمن تعليمات بإغلاق هواتف جميع الضباط، باستثناء المأمور ورئيس المباحث، و2 من ضباط الأمن الوطنى.وكانت طائرة عسكرية قد أقلت مرسى من أكاديمية الشرطة، ظهر الاثنين، عقب أولى جلسات محاكمته و14 آخرين، إلى محبسه بسجن برج العرب، وحصلت «المصرى اليوم» على تفاصيل نقل المعزول من محبسه المجهول إلى مقر المحكمة، والتى تمت فجراً، حيث وصل إلى مقر المحاكمة 7 صباحاً عن طريق مروحية عسكرية، كما رصدت كواليس نقله بعد ذلك إلى سجن برج العقرب.وقالت مصادر إن عملية النقل إلى مقر المحاكمة تمت عن طريق قوات من الجيش، حيث حضر مرسى 7 صباحاً، وانفعل بمجرد مشاهدته الضباط بقوله: «أنا الرئيس الشرعى للبلاد.. واللى بيحصل ده انقلاب عسكرى.. وأنا راجع تانى بحكم القانون والدستور، وها أربى قادة الانقلاب».وأضافت المصادر أن رجال الشرطة تسلموا مرسى واكتشفوا أنه يرتدى بدلة مدنية، وعلموا أنه أصر على ارتدائها، ودخول قفص الاتهام بها، بعد رفضه ارتداء ملابس الحبس الاحتياطى، وعندما طلب منه قائد المأمورية الالتزام بالتعليمات، انفعل قائلاً: «أنا الرئيس الشرعى للبلاد.. إنتم مش عارفين بتكلموا مين؟».وتابعت المصادر، ل«المصرى اليوم»، أن الوزارة، بالتنسيق مع القوات المسلحة، نقلت الرئيس السابق إلى سجن برج العرب بمروحية عسكرية، كما نقلت أسعد الشيخة، نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق، إلى سجن طرة، وأن مرسى كان يعتقد أنه سيعود مجدداً إلى محبسه بصحبة «الشيخة»، إلا أن القوات أخبرته بنقله إلى سجن برج العرب، وعندها انفعل قائلا: «أنتم.... أنا الرئيس الشرعى للبلاد».ولفتت المصادر إلى أن ضباطا من السجون اصطحبوا الرئيس المعزول إلى السجن، وأثبتوا وصوله بعد قرار المحكمة، وقرار وزير الداخلية بإيداعه السجن، فى زنزانة انفرادية، حيث تم منحه رقما بين النزلاء، وارتدى ملابس الحبس الاحتياطى بعد عدة محاولات، حيث كان يؤكد «دى مؤامرة من قادة الانقلاب».ورصدت «المصرى اليوم» كواليس نقل الرئيس المعزول محمد مرسى، إلى سجن برج العرب شديد الحراسة بالإسكندرية، إذ بدأت الاستعدادات منذ 20 يوماً بإنشاء مهبط للطائرات داخل السجن، وصيانة مهبط الطائرات الخاص باستراحة الرئاسة فى برج العرب، ضمن خطة التمويه التى أشرفت عليها إحدى الجهات السيادية، وفرضت طوقاً من السرية حول مكان هبوط طائرة مرسى، وأعلنت حالة الطوارئ فى 3 سجون شديدة الحراسة، بينها برج العرب، إمعاناً فى التمويه.وظهرت العصبية الشديدة على مرسى، بعد وصوله، ورفض الحديث مع أى من مستقبليه، ورفض ارتداء ملابس السجن البيضاء، واستمرت محاولات إقناعه 12 دقيقة من المأمور ورئيس المباحث، حتى وافق على خلع «الجاكت»، وارتداء الملابس البيضاء، وتوجه إلى الزنزانة التى وصفتها المصادر بأنها تليق برئيس سابق، ورفض تناول الطعام، وقال: «مش جعان ومليش نفس»، وعينت إدارة السجن 3 دوريات لحراستها، تتكون كل واحدة من ضباطى مباحث، وضابط أمن وطنى.
