قال وارن داوسن: العلوم جميعاً، خاصة الطب، نشأت فى مصر منذ خمسين قرناً من الزمان، كما طالب الطبيب البريطانى جاميسون هارى.. أطباء العالم جميعاً بأن يتخذوا من إمحوتب.. رمزاً لمهنتنا.. بدلاً من هذه الشخصية الهلامية أبوقراط. كتب هوميروس فى الأوديسة (700 ق.م) أن سمعة أطباء مصر ومهارتهم عظيمة. مصر عرفت الخيوط الجراحية من أمعاء القطط (بعد وفاتها)، والكتان، كما صنعت الإبر الجراحية من الذهب أو الفضة، (متحف مانشستر)، كما صنعت الأربطة اللاصقة لتقريب أطراف الجروح. برعت مصر فى إجراء عملية التربنة (المتحف البريطانى)، كما ذكر هيرودوت أن مصر هى أول من قام بعملية ختان الذكور قبل العبرانيين، الفينيقيين، كما حرَّمت ختان الإناث (أ.د. محمود كريم، ماسبيرو، أليوت سميث). استخدمت مصر المخدر الموضعى (رخام من حجر ممفيس + خل بتركيز معين + مادة غير معروفة) للجراحات السطحية. عرفوا مرض البلهارسيا (عاع)، الدودة (حررت)، الدواء فى لبوسات من التين البرشومى (كلوريد الأنتيمون)، وكانوا يحتمون على كل من يتعرض لمياه النيل.. لبس واق ذكرى لعدم التبول (ولم ألوث مياه النيل - الاعتراف الإنكارى). نجد فى أهم كتب الجراحة الحديثة (BAILY-LOVE).. صوراً لرد خلع الكتف فى مصر القديمة.. بنفس الطريقة التى تجرى بها الآن (أ.د. محمد كامل حسين)، كما عرفوا رد الفك المخلوع، ورباطاً على حرف 8 لكسر الترقوة، كما عرفوا الأطراف الصناعية (متحف برلين)، كذلك عمليات البتر، وكان لديهم أربعة أنواع من الجبائر (خشبية، الجبس، طمى، زلال البيض). الشىء العجيب أنهم وصفوا كسر الفقرات العنقية بنفس الصورة الإكلينيكية التى نصفها بها الآن! والشىء الأعجب أنهم كانوا يشرِّحون الجثة بعد الوفاة! (تجد الفقرة العليا مغروزة فى الفقرة السفلى، كما تُغرز القدم فى الطين)! كما عرفوا انسداد أنابيب فالوب فى الزوجة العاقر! (الثوم)، كما ابتكروا معرفة الحمل.. ببول المرأة على القمح والشعير! (تجارب أ.د. أحمد عمار، أ.د. بول غليونجى) كما ظلت ألمانيا تستخدم هذه الطريقة فى التشخيص حتى القرن الثامن عشر (دلسدورف)، كما كانوا يعزلون المرأة الحامل عند الولادة فى غرفة خاصة تسمى «ماميزى» خوفاً من حمى النفاس! كما عرفوا وسائل منع الحمل كاللوالب واللبوسات المهبلية (أ.د. محمد فياض - مؤتمر سنغافورة). كانوا يصفون دور الرجل بدور الرجل الجميل، وحين تحمل زوجته منه تقول (لقد أعطانى زوجى بضعة من قلبه). وصفوا سرطان الثدى وطريقة الفحص بنفس الطريقة التى نستخدمها الآن (براحة اليد وليس الأصابع). أجروا عمليات المياه البيضاء، وحين ذهب صديقى لإجراء عملية كاتاركت فى أمريكا.. سأله الجراح: هل تعرف أول من أجرى هذه العملية؟ أجاب صديقى: لا أعرف.. قال الجراح الأمريكى: إنه جدك! أجاب صاحبى: جدى لم يكن طبيباً.. ابتسم الجراح وقال: إنهم أجدادك العظماء.. المصريون القدماء! عرفوا العيون الزجاجية (للتجميل) كما عرفوا القطرات.. أما الأسنان.. فكان تسوس الأسنان قليلاً لسببين: 1- التحلية بالعسل لأن السكر لم يكن معروفاً. 2- الحنكت أو البيرة لوجود الترامايسين (جون NUN) (1999). الشىء العجيب أنهم عرفوا زراعة الأسنان! من توأم توفى لتوأمه (أخيه)، ويقولون: لأمر ما لا نعرفه.. إذا كان الزرع من توأم.. تثبت.. أما إذا كانت من غريب أو قريب فلا تثبت! (طبعاً للطرد من جهاز المناعة). أما عن الطب الوقائى.. فقد علق هيرودوت على النظافة فى مصر القديمة: قيود النظافة شديدة على المصريين، خصوصاً على رجال الدين! كما تعجب أيضاً وقال: عجبت للمصريين يتناولون طعامهم بالخارج، ويقضون حاجتهم بالداخل! [email protected]
