ازدحم قصر رام الله الثقافي في الضفة الغربية، مساء الاثنين، بالحضور لمتابعة أمسية شعرية للشاعر هشام الجخ، الذي يزور فلسطين منذ عدة أيام، رغم انتقادات وجهت للمنظمين بسبب ارتفاع سعر التذكرة. ورغم اتهامات البعض للجخ ب«التطبيع» مع إسرائيل بسبب دخوله فلسطين، استقبله الحضور بالتصفيق الحار. وأعرب الجخ، الذي اعتبره كثير من الحضور «شاعر الكادحين والفقراء»، و«ذو حس وطني قومي عربي»، عن رفضه للاتهامات المنسوبة إليه بالتطبيع مع إسرائيل، مؤكدا اعتزازه بزيارته لأرض فلسطين «حتى لو كانت محاصرة وتحت الاحتلال». وكان الرئيس الفلسطيني دعا المثقفين والفنانين والسياسيين العرب أكثر مرة إلى تكثيف زياراتهم إلى فلسطين، معتبرا أن «زيارة السجين لا تعني التطبيع مع السجان، وإنما هي رسالة تضامن ودعم للسجين». وفاجأ الجخ الحضور بالخروج من بينهم، ليغطي صوت التصفيق على صوته وهو يقول «أسبح باسمك الله»، مستهلا قصيدته الشهيرة «التأشيرة». وفور وصوله لمنصة المسرح، بدأ قائلا «من رام الله أبعث بسلامي إلى كل مدن فلسطين، وبما أننا على الهواء مباشرة، فقد كان البعض يقول إنني أزور إسرائيل. لو حد فيكم إسرائيلي يرفع إيده». وعندما لم يرفع أحد يده، قال الجخ «يعني أنا في فلسطين.. أنحني أمام أهل فلسطين.. قال إسرائيل قال.. يا جماعة لو فيكم حد ملوش جريح أو أسير في سجون إسرائيل يرفع إيده». وعندما لم يرفع أحد يده، تساءل «إين هي إسرائيل إذا؟!». وقال الجخ: «بعد شهرين، سنأتي بوفد عربي إلى هنا لنقف ونؤدي التحية لشعب فلسطين، خط الدفاع الأول للجيش العربي». وطلب الجخ من الحضور الوقوف دقيقة حداد لروح الطفل الشهيد محمد الدرة، والرئيس الراحل جمال عبد الناصر، اللذان تزامن ذكرى وفاتهما مع الزيارة. استقبال حافل ل«شاعر الكادحين».. والقواسمي: دعوته رسالة دعم لثورة يونيو وحضر الحفل سفير مصر لدى السلطة الوطنية ياسر عثمان وعدد من المسؤولين في حركة التحرير الفلسطيني «فتح» والفصائل الفلسطينية وممثلا عن الرئيس محمود عباس (أبو مازن) محافظ رام الله والبيرة. ورأى أسامة القواسمي، المتحدث باسم حركة «فتح»، أن دعوة الجخ في هذه المرحلة والظروف الاستثنائية تمثل «رسالة دعم وتأييد من الشعب الفلسطيني للثقافة والهوية المصرية، المتمثلة في ثورة 30 من يونيو وللجيش المصري العظيم». وأكد «هي رسالة تكامل وتأييد ما بين الثقافتين المصرية والفلسطينية التي تعبر عن عمق علاقة الشعبين عبر عصور من الزمن». وقال القواسمي في حديث خاص ل«المصري اليوم» إنها «رسالة واضحة أن الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين مع الشعب المصري وثورة يونيو لاستكمال ثورة يانير». وأضاف «مصر عبرت عن عروبتها ودافعت عن الشعب الفلسطيني وقدمت مئات الألوف من شعبها وجيشها دفاعا عن فلسطين، لذا نحن نقدر مجيء الشاعر الكبير إلى رام الله ونأمل أن تتكرس العلاقة بين المثقفين الفلسطينين والمصريين».