التقت «المصرى اليوم» نضال عفت، المهندسة الزراعية، زوجة الشهيد اللواء نبيل فراج،مساعد مدير أمن الجيزة داخل المستشفى حيث كانت تجلس فى حالة حزن شديدة وسط أولادها الثلاثة «عمر وأحمد وزياد» وشقيقها «عبدالحكيم»، وقالت: «عاد زوجى أمس إلى منزلنا بالمهندسين، بعد قضائه يوما كاملا داخل مديرية الأمن، وأخبرنا بأنه سيشارك فى مأمورية اليوم - دون أن يخبرنا طبيعتها أو مكانها- واتصل بنجله الأكبر (عمر) الذى كان خارج المنزل وطلب منه الحضور لرؤيته، فشعرت بأن المهمة كبيرة، وتوقعت أنها ستكون فى كرداسة، وبالفعل صدق توقعى، الله يرحمه كان أهم طموحاته تأمين مستقبل أولاده». وقال «عمر»، نجل الراحل، طالب بالصف الأول الثانوى: «أنا كنت خارج المنزل، وطلبنى والدى هاتفيا، وقال لى تعالى عاوز أسلم عليك، علشان عندى مأمورية مهمة، وبعد دقائق كنت فى المنزل وأخدنى فى حضنه، وقالى خد بالك من إخواتك الله أعلم هرجع ولا لأ، بعدها صلى ركعتين وارتدى ملابسه وخرج، وفوجئنا بعدها بخبر الاستشهاد، فتوجهنا إلى مستشفى الهرم، ولم نجده فتوجهنا إلى مستشفى العجوزة ثم الطب الشرعى بعدها عدنا إلى مستشفى العجوزة لوداعه». وقال عبدالحكيم على، شقيق زوجة الشهيد: «أعرفه منذ 20 عاما قبل زواجه من شقيقتى، ومنذ معرفتى به وهو على خلق يشهد به الجميع، فضلا عن وطنيته وحبه لبلده وعمله فى جهاز الشرطة، ولم يتوان لحظة عن أداء واجبه، وقياداته لم يوقعوا عليه جزاء واحدا طوال مدة خدمته، وكرس حياته لعمله على حساب حياته الخاصة حيث تزوج متأخرا، كما أن ثوار 25 يناير حملوه على أكتافهم أعلى كوبرى الجلاء بالدقى، وكانت علاقته طيبة بالجميع، لأنه اجتماعى وودود، وكان يحرص على زيارة أصحابه وأقاربه فى جميع المناسبات، كما كان وطنيا من الدرجة الأولى». الشهيد الراحل بصفته أحد قيادات مديرية أمن الجيزة، شارك فى وضع الخطة الأمنية لإعادة فرض سيطرة الدولة على قرية كرداسة، وتسيير مصالح الأهالى، وظل عدة ليال قبل العملية فى مكتبه، ولم يكن يدرى أنها ستكون آخر مهمة فى حياته، فمع وصول قوة نقطة الارتكاز الأخيرة فى قوات عملية تحرير «كرداسة» من قبضة الإرهابيين إلى موقعها بالقرب من مدرسة خاصة، لإغلاق الكوبرى الذى يفصل منطقة ناهيا عن كرداسة، بدأ أفراد القوة البالغ عددهم 18 ضابطاً وفردا، بتفقد العقارات المحيطة ومطالبة الأهالى بغلق النوافذ خشية تعرض حياتهم للخطر، لكن لم تمر لحظات إلا وبادر مسلحون، يعتلون سطح المدرسة، بإطلاق النار عشوائيا من أسلحة آلية تجاههم، وسادت حالة من الهرج وانبطح الجميع سريعا، وصرخ أحدهم «ضابط وقع اسحبوه»، فترجل أحد المراسلين الصحفيين سريعا، وحاول سحب الضابط المصاب، وتبعته مدرعة لتغطيته من إطلاق الرصاص، وتبين إصابة الراحل، وتمكن عدد من الضباط من سحبه وسط إطلاق كثيف للنيران، وإدخاله فى الباب الخلفى لإحدى مدرعتى الجيش، ثم نقله داخل سيارة ملاكى إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. وقررت وزارة الداخلية تشييع جنازة الراحل من مسجد الشرطة بالدراسة، بعد ظهر اليوم، إلى مثواه الأخير.
