قال الشيخ عبد الرحمن السديس، إمام الحرم المكي، إن مصر دولة عصيّة على الفوضى والتنازع والشقاق، وخاطب من أسماهم «شرفاء مصر أن يغلبوا ضبط النفس وصوت الحكمة ويحذروا من كيد الغرباء ضد بلدهم». وطالب «السديس» في خطبة الجمعة، المصريين أن يوقفوا نزيف الدم فوراً، لاحتواء الفتنة العمياء، ويعيدوا الأمن ويقطعوا سيف القلاقل، مضيفاً أن مصر قادرة على الوصول على بر السلام والأمان، عصية على التنازع والشقاق والفوضى والاختلاف. وأوضح إمام الحرم المكي إن المملكة العربية السعودية سارعت لنصرة مصر الحبيية في أزمتها العصيبة لتعيد لها هيبتها واستقرارها في غيرة وحكمة وإباء، شعارها أمن ورفعة مصر واستقرارها وعزتها واجتماع كلمة أبناءها، وتأكد ذلك بجلاء في الكلمات الحانية التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين، وجاءت نبراسا يرسم الطريق لسالكية، والموقف التاريخي لدعم مصر، ويجدد الآمال». ولفت عبدالرحمن السديس، إلى أن العقلاء من أهل الإيمان ليعجبون من هؤلاء الذين يحرفون كلام الله وفق نعرات عصبية وأهواء حزبية ومصالح ذات أجندة وتبعية فيعمدون إلى تخصيص عامة ومجمله الذي يعملون به على غير محمله في نصوص الشرع متغلفين به لقتل الآمنين وترويع المسلمين وتخريب المنشآت وعدم المبالاة في إزهاق الأرواح المعصومة، فرأينا من الأحداث ما يبعث الأسى ظلام وبطش وزيف وفهم للأهداف مغلوطة، على حد قوله. وأكد إمام الحرم المكي أن الكوارث الأليمة التي أثرت في خاصرة الإسلام نتيجة للذين اختزلوا الإسلام ومعانيه السامية بأسماء مستعارة توارت خلف الإرهاب الفكري والشذوذ العلمي الذي تنصل من الاعتدال والوسطية فنجم عن ذلك الإرهاب المسلح والإقصاء وحجر الحق على فكر وحيد وإنما أفكار إرهابية دخيلة تلقفت كنانتها المسمومة أذيال التفريق، حسبما قال. ورفض نشطاء «تويتر» خطبة «السديس» واعتبروها «دعماً للانقلاب في مصر» ودشنوا هاشتاج «خطبة السديس لا تمثلني»، وقال أنس قطب: «أصبحت منابر الحرمين للتحريض على قتل المسلمين». وأضاف عمر بن وهب: «ألا يتق الله هذا الإنسان فيما يقول، متى صار الحرم منبر لشكر الحكام وإظهار مناقبهم، خبت وخسرت»، وسخر مشعل من خطبة إمام الحرم المكي بقوله: «الخطبة علمتنا إن الانقلاب ليس حراماً، وحل إشكالاً كبيراً».